الملك إمنمحات الأول
وصف المقال/الملك إمنمحات الأول هو أول ملوك الأسرة الثانية عشر والتي تعتبر العصر الذهبي للدولة الوسطى
الملك "إمنمحات الأول" أطلقت عليه الحضارة الهيلينية إسم "أمنمس" وهو أول ملوك الأسرة الثانية عشر التي تعتبر العصر الذهبي للدولة الوسطى بمصر وحكم في الفترة (1991-1961) قبل الميلاد وفي مصادر أخرى في الفترة (1939-1910) قبل الميلاد حكم الملك "إمنمحات الأول" البلاد بعد الملك "منتوحتب الرابع" وتبعه الملك "سنوسرت الأول".
أتخذ الملك "إمنمحات الأول" إسم التتويج "سحتب إيب رع" والذي يعني "مهدئ قلب رع" وإسمه الشخصي "آمون محات" أو "آمون في المقدمة" ووالده هو الملك "سنوسرت" ووالدته الملكة "نفرت" وأبناءه هم: الملك "سنوسرت الأول" والملك "نيفرو الثالث" والملك "نفرو شريت" والملك "كايت" وتم دفنه في هرم إمنمحات الأول في اللشت.
في بداية عهد الملك "إمنمحات الأول" قد عانت البلاد من الفوضى السياسية كما كانت هناك بعض المعارك البحرية التي شارك فيها الملك "خنوم-حتب الأول" رفيق الملك "إمنمحات الأول" وساعده في تحقيق الإنتصار وبعدها تم تنصيبه حاكماً محلياً هاماً على منطقة "بني حسن" وأسس سلالة من الحكام المحليين هناك فكان حفيده هو الملك "خنوم-حتب الثالث".
يعتبر الملك "إمنمحات الأول" أول ملك من ملوك مصر أشترك معه في الحكم إبنه الملك "سنوسرت الأول" ويوجد لوحة مزدوجة التاريخ تم العثور عليها في أبيدوس وهي الآن في المتحف المصري تحت رقم (20516 CG) مؤرخة في العام الثلاثين والعام العاشر من حكم الملك "إمنمحات الأول" والملك "سنوسرت الأول" على التوالي وبذلك تثبت أن الملك "سنوسرت الأول" أصبح وصياً على العرش في العام العشرين من حكم الملك "إمنمحات الأول".
إختار الملك "إمنمحات الأول" بقعة تبعد نحو 15 ميل جنوب منف وهي تقع الآن على أنقاض اللشت وقد أقام في هذه البقعة مدينة محصنة تحتوي على القصر الملكي ومركز القيادة العامة للجيش وقد أطلق على العاصمة الجديدة إسم "إيثت- تاوي" ومعناها القابض على الأرضين.
وصايا "إمنمحات" هي أحد الأعمال الأدبية الشعرية المصرية القديمة التي كتبت في بداية عصر الدولة الوسطى فالقصيدة تأخذ شكل مونولوج درامي حيث ألقاها شبح الملك المقتول "إمنمحات الأول" لإبنه "سنوسرت الأول" وتصف القصيدة المؤامرة التي قتل فيها "إمنمحات" ويأمر إبنه بألا يثق في أحد وتمثل القصيدة أيضاً نوع من الإعتذار عن أفعال عهد الملك القديم وتنتهي بتوصية "سنوسرت" بأن يرث العرش ويحكم بحكمة بدلاً من أبيه.
يتحدث "إمنمحات الأول" عن رسالة صادقة لإبنه فقال:
(أنت يا من ظهرت إلهاً "أصبحت ملكاً" أصغ لما سألقيه عليك حتى تصير ملكاً على البلاد وحاكماً على شواطئ النهر وحتى يمكنك أن تفعل الخير خذ الحذر من مرءوسيك لأن الناس يصغون لمن يرهبهم ولا تقتربن منهم على إنفراد ولا تثقن بأخ ولا تعرفن لنفسك صديقاً ولا تصطفين لك خلاناً لأن ذلك لا فائدة منه).
وبعد ذلك ينتقل الملك إلى نصح إبنه بألا يعتمد على أحد آخر فقال:
(وعندما تكون نائماً كن الحارس لشخصك حرصاً على قلبك لأن الرجل لا صديق له في يوم الشدة فإني قد أعطيت الفقير وعلمت اليتيم وجعلت من لا ثروة له مثل صاحب الثراء وقد كان آكل خبزي هو الذي جند الجنود ضدي والرجل الذي مددت له يد المساعدة هو الذي أحدث لي بها المتاعب والذين يرتدون فاخر كتاني عاملوني كالذين في حاجة إليه والناس الذين يتضمخون بعطوري قد لوثوا أنفسهم وهم يستعملونه بخيانتي).
ويرى "إمنمحات" أن الإنسان لا يمكنه أن يصل إلى السعادة الحقيقية إلا بالمعرفة فقال:
(وأنتم يا نسلي من الأحياء ويا من سيخلفونني من الناس إعملوا على أن تكون أحزاني كأنها أشياء لم يسمع بها وكذلك إجعلوا ما قمت به من عظيم الأعمال الحربية لا يرى وذلك لأن الإنسان يحارب في ساحة الوغي وقد نسى ما جرى بالأمس ومع ذلك فإن الإنسان الذي يتناسى العلم لا تتم له سعادة).
وينتقل الملك بعد ذلك إلى وصف الحالة التي كان عليها حينما هاجمه المتآمرون فقال:
(لقد كان ذلك بعد العشاء حينما دخل الليل وكنت أخذت ساعة من الراحة وأضجعت على سريري وكنت متعباً وأخذ قلبي يجد وراء النوم ثم شعرت كأن أسلحة تلوح وكأن إنساناً يسأل عني فإنقلبت كأني ثعبان الصحراء وقد إستيقظت على صوت الحرب وكنت وحيداً ووجدت أنها حرب جنود ولو كنت أسعفت بالسلاح في يدي لكنت قد شتت شمل المخنثين ولكن لا شجاع في الليل ولا يمكن أن يحارب الإنسان وحيداً إذ لا نصر بدون معين).
مات "إمنمحات" بعد حكم دام ثلاثين عاماً وقد إغتاله بعض المتآمرين الذين إنتهزوا فرصة غياب إبنه "سنوسرت" في حملة في ليبيا للتخلص من هذا الملك العجوز وإغتالوه ليلاً وتم وصف هذا الإغتيال في تعاليم "إمنمحات" إلى إبنه الأكبر وولي عهده "سنوسرت" وفي نص أدبي شهير من هذا العصر هو "قصة سنوهي" الذي كان مرافقاً لسنوسرت في حملته.