"العناصر الزخرفية فى الفنون الإسلامية"
بقلم:- نهال إبراهيم
كاتبة وباحثة فى الآثار الإسلامية وعضو بجريدة الاثريون الإخبارية.
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله سيدنا ومولانا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد......
إن الدين الإسلامى هو أول دين سماوى يوجه نظر الإنسان إلى ناحيتى الجمال والزينة فى المخلوقات ويعرفه أن معظم ما يحيط به فى هذا الكون إنما ينطوى على جانبين:-
1-جانب المنفعة.
2-جانب الزينة والجمال كما ورد على سبيل المثال فى سورة النحل" والأنعام خلقها لكم فيها دفء ومنافع ومنها تأكلون* ولكم فيها جمال حين تريحون وحين تسرحون* وتحمل أثقالكم إلى بلد لم تكونوا بالغيه إلا بشق الأنفس إن ربكم لرؤوف رحيم* والخيل والبغال والحمير لتركبوها وزينة ويخلق ما لا تعلمون"
وهذه هى العناصر الزخرفية فى الفنون الإسلامية:-
1-الزخارف الكتابية:-
لعبت الزخارف الكتابية دورا كبيراً فى تاريخ الفنون الإسلامية إذ أننا نستطيع أن نتخذها أساساً وسبيلا لتأريخ العمائر والتحف ذات الكتابات لأن كل عصر ولكل إقليم فى العالم الإسلامى أسلوبه فى الخط وزخرفته ولم يقتصر إستخدام الزخارف الكتابية لعرض تاريخ العمائر أو التحف الفنية وإنما لغرض التبرك ببعض الآيات القرآنية أو العبارات الدعائية بالإضافة إلى أن تكون عنصراً زخرفيا قائماً بذاته.
2-الزخارف الهندسية:-
كانت الرسوم الهندسية معروفة منذ العصور القديمة وفى الفنون التى إزدهرت قبل قيام الفن الإسلامى بوجه عام ولكنها لم يكن لها الشأن الذى أصبح لها إلا على يد المسلمين وكانت تستخدم فى الغالب كإطارات لغيرها من الزخارف الرئيسية أما فى العصر الإسلامى فقد أصبحت الرسوم الهندسية ترسم لذاتها وأصبحت عنصراً أساسياً من عناصر الزخرفة له طابع خاص أساسه إقبال المسلمين على التصرف والإبداع فى هذه الرسوم الهندسية.
3-الزخارف النباتية:-
أصبح للفن الإسلامى طابع خاص يمتاز به عند الفنون الأخرى فالزخارف الهندسية كما رأينا تفوق فيها الفنان المسلم نظيره فى الفنون الأخرى أما الزخارف النباتية بلغت على يديه درجة سامية من الجمال الفنى وإبتكر فيها صورة جديدة لم تكن معروفة من قبل وهي "أرابيسك" Arabesque نسبة للعرب وتسمى الوحدة الرئيسية فى هذه الزخرفة أحياناً "نصف مروحة نخيلية" وكانت هذه الزخرفة النباتية تتألف من عناصر زخرفية مكونة من أفرع نباتية محورة عن الطبيعة Stylied وأوراق نباتية ذات فصين تتداخل وتتشابك معا بطريقة هندسية جميلة.
4-رسوم الكائنات الحية (الآدمية والحيوانية):-
وقد زخرف المسلمون فى العصر الأموى والعباسى والفاطمى جدران قصورهم بالرسوم الآدمية وأيضاً الحيوانية وهى منفذه بأسلوب الفريسكو وهو الرسم بالألوان المائية على الجص ويراعى أن يوضع الطلاء قبل أن يتم جفاف الجص حيث يتشرب الجص باللون فى أثناء جفافه.
ويرجع الدافع إلى رسوم الحيوان فى الفن الإسلامى إلى مبدأين يمتاز بهما الفن الإسلامى وهما:-
1-مبدأ كراهية الفراغ والرابع فى تغطية السطوح والمساحات بالزخارف.
2-مبدأ التكرار اللازم لتحقيق المبدأ الأول.