*أساطير القطط في التاريخ*
°بقلم شاديه نور الدين كاتبة وباحثه في الآثار المصرية وعضو بفريق رواق لنشر الوعي الآثرى
°لن تنسى القطط أنها كانت فى يوم من الأيام آلهة تُبجل وتُعبد لغموضها وغرابتها.
لقد برعت الثقافات القديمة فى حبك الأساطير حول القطط وسلوكها المحير
قصص عجيبة لازالت قادرة على بعث القشعريرة في أجسامنا حتى اليوم.
°لعدة قرون مُجدت القطط واضطهدت أيضاً بفضل القصص الشعبية عن القطط الشيطانية والقطط المقدسة.
إلا أنني جمعت حكايات عنها من فولكلور العالم و بعض الخرافات الغريبة عبر التاريخ.
°القطط المقدسة :
اتخذ المصريون القدماء الأسد و النمر و القطة رموز للقوة و السلطة.
وأعلت من شأن القطط و رفعتها إلى مصاف الآلهة.
فكانت هناك مدينة تقع على دلتا النيل تسمى بوباستيس, عبدت فيما مضى آلهة برأس قطة تسمى باست, والتي ارتبطت بالسعادة و المتعة و الرقص و دفء الشمس.
°فى الصين تعتبر القطة ( لي شو ) آلهة الخصوبة التي تستقبل القرابين في نهاية الحصاد,
بينما في الهند القديمة القطة المقدسة ( ساست ) كانت آلهة الأمومة.
°كما امتلك الأوروبيون القدامى رموزهم المتعلقة بالقطط.
ففي القرن الأول عُبدت فى إيرلندا آلهة برأس قطة, ويزين الفولكلور الايرلندي قط أسود ضخم يسمى ( ايروسكان )أي ملك القطط.
فرايا, آلهة الحب و الجمال عند قبائل الفايكنج, كانت تركب مركبة تجرها “ القطة”.
وقد امتلكت الإلهة سلطة و نفوذ فوق “العالم التاسع”, و الذي يعتقد بعض المؤرخون أنه ربما يشير إلى الأرواح التسع المزعومة التي تمتلكها القطط.
°قطط الحظ :
تعتقد الثقافات البوذية و البورمية و السيامية أن القطط تعتبر عائل لبعض الأرواح البشرية المقدسة بعد الموت.
هذه الأرواح المختارة تسكن القطط لبقية حياتها, وهي بذلك تسمح للروح الراحلة الوصول إلى الجنة.
قديماً فى اليابان كان يتم تبجيل القطط و كانت تُحفظ في المعابد لحراسة المخطوطات النفيسة. وقد اعتبرت القطط غالية و قيمة حتى القرن العاشر,
و كان يمكن للنبلاء فقط امتلاكها.
خلال العصور الوسطى اعتقد الناس أنه لو عبرت قطة سوداء طريقك أو مرت على منزلك, كان ذلك علامة على الحظ الطيب. لكن هذه الحالة السامية للقطط كان لها أيضاً جانبها السلبي.
فقد شاع استخدام القطط كقربان, فكانت تُحرق للحماية من الساحرات, وكانت القطط الصغيرة تُدفن فى البنايات لتحميها من الفئران.
القطط الشريرة :
تؤكد واحدة من أقدم الخرافات المتعلقة بالقطط الشريرة في التاريخ أن القطط كانت في الأصل مصاصي دماء قادرة على سرقة أنفاس الطفل النائم.
كما اعتبرت العصور الوسطى أيضا القطط أنها مخلوقات شريرة تمتلك قوى مفزعة ساحرة. فبأسنانها سم, ولحمها فاسد, وشعرها يسبب الاختناق و أنفاسها تصيب الإنسان بالسل.
و كان هناك اعتقاد أن القطط تحمل الأرواح إلى الشيطان.
في فترة مبكرة من تاريخ أوروبا و أمريكا, كان الناس يخشون القطط السوداء على وجه الخصوص لأن الأسود كان لون الظلام والليل, ومن ثم فهو مرتبط بالأشياء الشريرة و الخبيثة.
القطط الطيبة :
فى الأزمنة الغابرة, كان لون القطة يحدد مصيرها غالباً.
في الفولكلور الايرلندي القطط ذات لون درع السلحفاة تجلب الحظ الحسن. وتوضح خرافة بوذية أن القطط ذات اللون الداكن تعد بالذهب, بينما القطط ذات المخالب المتعددة ( أي متعددة الأصابع ) تحمل الحظ الحسن.
فى الفولكلور الفرنسي إذا قامت قطة بيضاء غريبة بالمواء على عتبة دارك هذا يبشر بزواج سريع.
فى جنوب انجلترا, القطة السوداء هي هدية الزواج السعيد. و إذا عطست القطة و سمعتها العروس في يوم زفافها, ستأتيها أخبار طيبة.
لا تدس على ذيل القطة إلا إذا كنت لا تريد الزواج فى هذه السنة !!
المصدر:-فولكلور العالم