" آثار الدولة الفاطمية "
°يرتفع عدد الآثار الباقية في العصر الفاطمي إلي سبعة وعشرين آثرا عدا ما اندثر منها ، بيد أننا لن نستطيع أن نتعرض هنا إلا للبارز وإلهام من هذه الآثار ...
°مدينة القاهرة
في ١٧ شعبان سنة ( ٣٥٨ه/٦يوليو٩٦٩م ) سار الجيش الفاطمي بقيادة جوهر الصقلي في مدينة الفسطاط بعد الاستيلاء عليها من بقايا الإخشيدين ، وهو يحمل لواء النصر ، حتي حط الرحال في السهل الرملي الواقع إلي الشمال من الفسطاط ، وهو سهل يحده من الشرق جبل المقطم ، ومن الغرب خليج أمير المؤمنين ، وكان هذا السهل خاليا من البناء إلا قليلاً ، مثل بقايا بستان كافور الإخشيد ، وحصن صغير يسمي قصر الشوك ، ودير مسيحي يعرف بدير العظام ، وهو المكان الذي يشغله حاليا الجامع الأقمر ، في هذا السهل اختط جوهر في ليلة وصوله رابعة مدن مصر الإسلامية التي قرر تأسيسها لتكون ملكية حصينه للخليفة وأتباعه ، كما اختط القصر الفاطمي الذي أعده ليستقبل فيه مولاه المعز لدين الله الفاطمي ..
°الجامع الازهر
إلي الجنوب الشرقي داخل مدينة القاهرة ، وعلي مقربة من القصر الشرقي الكبير ، فيما بين حي الديلم في الشمال ، وحي الترك في الجنوب ، أقام جوهر الصقلي الأزهر ، رابع المساجد الجامعه في مصر ، ليكون المسجد الرسمي لمدينة القاهرة ، وقد بدأ في بنائه يوم السبت لست يقين من جمادي الأولى سنة (٣٥٩ه/٤إبريل ٩٧٠م) ، وكتب بدائر القبه علي يمين المحراب ..
° جامع الحاكم
ينسب هذا الجامع إلي الخليفة الحاكم بأمر الله مع أن الذي أمر بإنشائه هو أبوه الخليفة العزيز بالله في شهر رمضان سنة (٣٨٠ه/نوفمبر_ديسمبر ٩٠٠م) كما يفهم من المقريزي الذي دكر أنه صلي وخطب فيه الجمعه مرتين الأولي في شهر رمضان سنة (٣٨١ه/١٤نوفمبر ٩٩١م) والثانية أيضا في شهر رمضان سنة (٣٨٣ه/أكتوبر _نوفمبر ٩٩٣م) ، كما يفهم من المقريزي أيضا أن أعمال البناء لم تكن قد انتهت في أيام العزيز بدليل أنه ذكر في حوادث سنة (٣٩٣ه/١٠٠٣م) ان ابنه الخليفة الحاكم بأمر الله أن يتم بناء الجامع فأنفق عليه أربعون ألف دينار ..
° مشهد الجيوشي
أنشأه أمير الجيوش بدر الجمالي في المحرم سنة (٤٧٨ه/مايو ١٠٨٥م) أعلي قمة جبل المقطم ، فوق مشهد إخوة يوسف مباشرة ، لذا كان يشرف علي المنطقه القرافه الصغري بالإمام الشافعي وعلي الجزء المطل علي النيل من جهة مصر القديمه وعلي المراعي الخضراء المعروفة ببساتين الوزير ويرجع بعض الباحثين سبب اختياره لهذه البقعه هو رغبته في أن يدفن في موقع مرتفع حتي يشرف منه علي قباب السبع بنات الأثيرة لديه ، ويعرف هذا المشهد اليوم لدي العديد من الباحثين باسم مسجد الجيوشي مع أنه لا علاقه له بطراز المساجد الفاطمية المألوفه فهو عبارة عن بناء مستطيل الشكل طوله ثمانية عشر وعرضه خمسة عشر متراً يشتمل علي ثلاثة اقسام رئيسية :_ كتلة المدخل ، الصحن ، بيت الصلاة ، وأضيف إليه في وقت لاحق بناء مستطيل الشكل يتوسط ضلعه الشمالي ..
° الجامع الأقمر
أنشأه الخليفه الفاطمي الآمر بأحكام الله في سنة (٥١٩ه/١١٢٥م) وهو يقع علي يمين السالك إلي شارع النعز لدين الله الفاطمي بقرب حارة برجوان وجامع السلحدار وكان مكانه علافون فتحت الخليفه الآمر فتحدث الخليفة الآمر مع الوزير المأمون أبي عبدالله بن مختار بن فاتك البطائحي في إنشائه جامعا ، فلم يترك قدام القصر دكانا ، ويفهم من ابن ظهيرة أن هذا الموقع كان مكانه برية أي صحراء تعرف ببئر العظمه والعظام وهي بئر قديمه قبل الملة الإسلامية كانت في دير من الديارات النصاري ، أدخل هذا الدير في القصر ، وهو موضع الركن المخلق ، وجعل البئر مما ينتفع به في القصر ، وقد عرفت بهذا الاسم جوهرا نقل من الدير المذكور عظاما كانت فيه من رمم قوم يقال إنهم من الحوارين فسميت بئر العظام والعامة تقول بئر العظمه ..
°الجامع الافخر
يقع هذا الجامع علي رأس حارة خوش قدم بشارع المعز لدين الله بحي الغورية ، التي كانت تعرف قديما بسةق السراجين ثم بسوق الشوايين ، وكان يعرف قديما بالجامع الافخر ثم قيل له بعد ذلك بالجامع الفاكهيين وهو من المساجد المعلقه عمره الخليفة الظافر بنصر الله أبو المنصور إسماعيل ووقف حوانيته علي سدنته ومن يقرأ في ذلك عام (٥٤٣ه/١١٤٨م) وقدر به دروسا وفقهاء ومعلمين للقرآن الكريم ..
°جامع الصالح طلائع
يقع بشارع الدرب الاحمر في أحد المواضع التي عمرت في زمن الخلفاء الفاطميين خارج باب زويلة ، أنشأه الملك الصالح طلائع بن رزيك أبو الغارات وزير الخليفة الفاطمي الفائز بنصر الله ( ٥٥٥ه/١١٦٠م ) ليدفن فيه رأس الحسين رضي الله عنه بعد أن خيف علي مشهده الذي بعسقلان من استيلاء الفرنج عليها ...
°الحمام الفاطمي
وآخر ما نذكره من آثار العصر الفاطمي ، الحمام الفاطمي الذي كشفت عنه حفائر متحف الفن الاسلامي بالقاهرة أو دار الآثار العربية كما كانت تسمي في ذلك الوقت في صيف عام (١٩٣٢) بمنطقة كوم الجارح إلي الشمال الشرقي من ضريح أبو السعود الجارحي ، وهو يقع علي حافة تل كوم الجارح ومبني الصخر مباشرة للاستفادة من الانحدار الطبيعي للتل في الإمداد بالماء والصرف ، ويعرف من تخطيط جدرانه أنه مازال متأثر بتخطيط الحمامات الرومانية ، خلاصة القول أنه رغم أهمية هذا الحمام إلا انه يعد مثالا فريدا لأقدم الحمامات الفاطمية فهو في طريقه للزوال بسبب مايتعرض له من اعتداء مستمر من قبل أصحاب المدابغ الذين اتخذو منه مركزا لإلقاء نفاياتهم دون أن تتصدي لهم هيئة الآثار أن هذا المثال يعتبر من احد أهم النماذج الذي سارت علي نمطه الحمامات المصرية في العصور التالية ، فقد ذكر المقريزي أن الحمامات في القرن التاسع والخامس عشر للميلاد تنشأ علي غرار الحمامات الفاطمية القديمة .
______________
إسم الكتاب :_ تاريخ وآثار مصر الإسلامية .
إسم المؤلف :_ د/أحمد عبد الرازق أحمد
عدد الصفحات :_ ٢٠٩'٢١٩'٢٣٧'٢٤٤'٢٤٩'٢٥٧'٢٥٩'٢٦٧'٢٧٠ ص .
#رواق .
#شيماء_شكري .
عااااش❤❤
ردحذفأزال المؤلف هذا التعليق.
ردحذفجامد ❤
ردحذفعاش
ردحذف