جريدة أثريون Atharyon

أحمد القاضي شاب مصري مهتم بالتاريخ والاثار مدرب علي شرح التاريخ و المواقع الأثرية حاصل علي عديد من كورسات الارشاد السياحي ودورات اخري

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

قبة الصخرة

«قبة الصخرة» 
بقلم/مروه سعيد 
تتوسط قبة الصخرة تقريبا ساحة المسجد الأقصي المبارك في مدينة القدس في فلسطين، وتقع في جزء يرتفع عن بقية أجزاء ساحة المسجد، والمسجد الأقصى له مكانة كبيره في نفوس المسلمين إذ انه ثالث المساجد التي تشد إليها  الرحال،  وهو أولي القبلتين، ومعراج الرسول الي السماء في رحلة الاسراء والمعراج كان من علي ارضه المباركة. 
تعد قبة الصخرة واحدة من اروع العمائر الاسلامية من حيث التخطيط والثراء الزخرفي لدرجة انها اصبحت رمزا لفخامة العمارة الاسلامية. 
أنشأ قبة الصخرة الخليقة عبد الملك بن مروان وقد بدأ البناء في عام ٦٦ ه‍ /٦٨٥م واكتمل البناء في عام ٧٢ه‍/٦٩١م. وقد اختلف بعض الروايات حول سبب قيام عبد الملك بن مروان ببناء قبة الصخرة حيث يذكر اليعقوبي المتوفي ٢٤٨ه‍ انه قام بذلك ليصرف الناس عن الذهاب إلي  مكة لأداء فريضة الحج والذهاب لهذه القبة عوضاً عنها وذلك حتي لايجبر عبد الله بن الزبير الناس علي مبايعته ويذكر اليعقوبي مدللا علي صدق كلامه ان الخليفة عبد الملك بن مروان قد جمع الناس وقال لهم هذا بن شهاب الزهري يحدثكم ان رسول الله قال لاتشد الرحال الا إلي  ثلاثة المسجد الحرام ومسجدي هذا ومسجد بيت المقدس وذكرهم بأن هذه الصخرة هي صخرة مباركة حيث عرج من عليها الرسول صل الله عليه وسلم إلي  السماء في رحلة الاسراء والمعراج، وذكر أيضا أنه منع أهل الشام من التوجه إلي مكة وأنه عندما انتهي من بناء القبة اسدل عليها ستورا من الديباج ليطوف حولها الناس. 
وأمرهم بالحج إليها، ويذكر اليعقوبي أن السبب وراء ذلك أن الحجاز كانت بيد عبد الله بن الزبير، وليس هناك أي دليل علي صدق هذه الرواية بل علي العكس ففي عام ٧٢ه‍ /٦٩١م. والذي تم فيه الانتهاء من بناء القبة كان عبد الله بن الزبير قد قتل فما هو السبب الذي يجعل عبد الملك بن مروان يقوم بهذه الفعلة التي تتنافي  مع صحيح الدين،  فكيف يجرؤ خليفة المسلمين بالعبث بأمور الدين وتغيير شرع الله سبحانه وتعالي والتعبير في ركن من اركان الاسلام الخمس وهو مكان الحج، كيف يجرؤ علي ذلك وهو من قام بالعديد من الاصلاحات لتقوية الدولة الاسلامية واعلاء شأنها كتعريب الدواوين وتعريب العملة وغيرهما. 
الحقيقة ان هذه الرواية ماهي الا محاولة لتشويه سيرة الخلفاء الأمويين،  وحقيقة الأمر  السبب وراء قيام الخليفة عبد الملك بن مروان ببناء قبة الصخرة المقدسة هو المحافظة علي الصخرة واحاطتها ببناء يحميها من العوامل الجوية المختلفة، ذلك بالاضافة إلي  رغبة عبد الملك بن مروان من  تشييد بناء للمسلمين يكون رمزا لعظمة دولتهم وقوتها ويضاهي به المنشآت الأخرى المسيحية الموجودة بمدينة القدس والمنشآت البيزنطية والرومانية، ويذكر المقديسي ان عبد الملك بن مروان رأي قبة كنيسة القيامة وماتتميز به من فخامة وبهاء ورأي المسيحيون يحجون إليها من كل مكان فخشي أن تؤثر فخامتها في نفوس المسلمين فاعتزم ان يشيد بالقدس مباني اسلامية ل تقل فخامة وبهاء عن هذه الابنية. 
وقام عبد الملك بن مروان بتكليف اثنين من رجاله وهما رحاء بن حيوه بن جود الكندي أحد العلماء في ذلك الوقت من مدينة بيسان، ويزيد بن سلامة أحد  مواليه في مديتة القدس بوضع التصميم المناسب لبناء قبة الصخرة وعمل اللازم لذلك ومتابعة أعمال البناء، ورصد لهذا الأمر خراج مصر لمدة سبع سنوات وكان يقدر خراج مصر سنويا بنحو الف وخمسمائة الف دينار. 
واكتمل بناء القبة عام ٧٢ه‍/٦٩١م. 
والغريب ان هناك شريط كتابي علي الوجه الخارجي المثمن بقبة الصخرة يشير هذا  النص التأسيسي هذا أن مشيد القبة هو الخليفة العباس عبد الله المأموت بن هارون الرشيد وهذه محاولة صريحه للتزييف الحقائق ونسبة بناء القبة لغير منشئها  ، فقد تم تزييف جزءا من النقش وهناك العديد من الأدلة علي ذلك أولها ان الجزء الذي كتب عليه اسم المأمون قد كتب بخط مغاير للخط المنقوش به الشريط الكتابي بأكمله،  الأمر الثاني ان التاريخ المدون وهو عام اثنين وسبعون لا يعود إلي  فترة الخليفة المأمون انما يعود الي فترة حكم عبد الملك بن مروان حيث ان المأمون قد ولد عام ١٧٠ه‍ وتولي السلطنة عام١٩٨ه‍ وتوفي عام ٢١٨، وذلك يؤكد تزييف اسم منشئ القبة. 
الوصف المعماري للقبة:-
يتخذ بناء قبة الصخرة الشكل المثمن، حيث تتكون من مثمن خارجي عبارة عن ثمانية اضلاع مصمطة مشيدة من الحجر، ويشتمل كل ضلع علي سبع دخلات رأسية عدا الاضلاع الاربعة التي تفتح بها ابواب الدخول إلي  القبة فهذه تحتوت علي ست دخلات فقط، وقد فتح أعلي كل ضلع خمس نوافذ معقودة يكتنفها طاقتان وقد غشيت النوافذ بالقاشاني. 
وقد كسيت جدران المثمن من الخارج ببلاطات من الرخام بالجزء السفلي وكسبت من اعلي ببلاطات من القاشاني وذلك ضمن اعمال التجديد  التي تمت بالقبة علي يد سليمان القانوني للقبة عام ٩٥٩ه‍ /١٥٥٢م. ويذكر تن هذه الجدران كانت مكسوة بالفسيفساء عند بناء القبة، وتزخرف الواجهات الخارجيه للقبة بالعديد من النقوش الكتابية المتضمنة آيات قرآنية من سورة يس، سورة البقرة، وسورة الاسراء، وكتابات دينية متفرقة مثل لا اله الا الله، لا اله الا الله حقا حقا، كلما دخل عليها ذكريا المحراب  بالاضافة الي كتابات تحمل اسم الخليفة المآمون علي البابان الشرقي والشمالي مؤرخة بعام ٢٢٦ه‍،  وكسيت ارضيتها ببلاطات من الرخام.
يلي المثمن الخارجي من الداخل مثمن اخر مفتوح حيث يتكون من ثمانية دعامات مكسوة بالرخام الابيض يوجد  بين كل دعامتين عمودان من الرخام ويعلو هذه الدعامات والاعمدة اربعة وعشرون عقدا نصف دائري، يلي المثمن السابق جهة الداخل شكل دائري يتكون من اربعة دعامات كسيت بالرخام، يوجد بين كل دعامتين ثلاثة أعمدة  وتحمل هذه الدعامات والاعمدة سته عشر عقدا، ذو هيئة نصف دائرية وقد نتج عن هذا التصميم وجود ممران دتخل البناء يختلفون من حيث العرض يغطي الممران سقف خشبي مسطح مائل يصل بين رقبة القبة والجدران الخارجية والسقف مجلد بالتذهيب والالوان من الداخل ومصفح بالرصاص من الخارج ويحيط بالصخرة المقدسة تقرييا سياج من الخشب يرجع الي التجديدات التي اجريت بالقبة في عهد محمد بن قلاون. 
اما داخل القبة فيزخرف بزخارف الفسيفساء المتنوعة الاشكال من زخارف نبايتة قوامها زهور وثمار وفروع ومراوح نخيلية واوراق واشجار نخيل وعنب ورمان ومزهريات تخرج منها زهور واهله وزخارف كتابية نفذت بالفسيفساء المذهبة وتنوعت الالوان مابين الازرق بدرجاته والاخضر والبني والابيض وقد زخرفت الدعامات وبطون العقد ورقبة القبة وأعلي جدران القبة بها. اما اسفل جدران القبة الداخلية فكسيت بالرخام وكذلك فرشت اراضيها بالرخام. 
المصادر:-
-خالد مطلق بكر عيسي: االقيم الجمالية وهندسة العمارة في مسجد قبة الصخرة. 
-‏مدخل الي الاثار الاسلاميه للدكتور غادة احمد رشدي.

عن الكاتب

Ahmed Elkady

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

جميع الحقوق محفوظة

جريدة أثريون Atharyon