"أنه من سليمان وانه بسم الله الرحمن الرحيم "
انا سلطان السلاطين وبرهان الخوارق انا مُتوج الملوك وظل الله في الأرضين انا سلطان البحر الابيض والبحر الاسود والبحر الاحمر والإناضول والرملى وقرمان الروم وولاية ذي القدرية وديار بكر وكردستان واذربيجان والعجم والشام ومصر ومكة والمدينة والقدس وبلاد العرب والمجر والقيصر وبلاد أخرة افتتحتها جلالتى بسيف الظفر ولله الحمد انا السلطان سليمان ابن السلطان بايزيد الثانى ابن السلطان محمد الفاتح...... كان هذا جزء من "رسالة السلطان سليمان القانوني لفرنسيس ملك فرنسا ويسمية الغرب باسم سليمان القانوني.. ويعتبره كثير من المؤرخين أعظم ملك عرفته البشرية في هذا الوقت ضم إلى مملكته معظم عواصم القارات اسيا وافريقيا واوروبا... وقال عنه المؤرخ الألماني *هامر*: كان هذا السلطان أشد خطراً علينا من صلاح الدين نفسه... وقال عنه المؤرخ الانجليزي *هارولد*: ان يوم موته كان عيداً فقد دُقت جميع أجراس كنائس اوروبا.... فمن هذا الذي كان سبب كل الذعر والخوف لملوك اوروبا؟
هو السلطان سليمان بن سليم الأول بن بايزيد الثانى بن محمد الفاتح بن مراد الثانى بن محمد الاول بن بايزيد الاول بن مراد الأول بن عثمان بن ارطغرال... واطلق عليه لقب القانونى لأنه من وضع القوانبن العليا للدولة العثمانية
*خلافة سليمان القانوني*
تولى الخلافة بعد موت والده السلطان سليم الأول يوم (9شوال 926هـ /22سبتمبر 1520م) وهو بعمر السادس والعشرون حيث كان في رحلة صيد ولم يحضر وفاة والده وبدا بتولي أمور الدولة العثمانية وكان يستهل خطابته بالآية الكريمة "أنه من سليمان وأنه بسم الله الرحمن الرحيم" تيمنا بالنبي الله سليمان.
حياته:
وافق هذا الشبل أباه فهو مجاهد قل نَظيرهُ في تاريخ الإسلام فتح البلاد وعمرها ونشر العدل وسن القوانين العليا للدولة العثمانية وقام بترميم القدس على احسن حال واصلح من حال مكة والمدينة وعمر الطرق فظن الاعداء أنه لقمة سائغة بسبب صغر سنه فطمعوا في أرض الخلافة الإسلامية إلا أنه خَيب آمالهم فباغتهم بهجوم مضاد ففتح مدينة بلغراد المنيعة التى استعصت على محمد الفاتح من قبل مما دفع محمد الفاتح لتركها وهو يدعو الله على اسوارها قائلا: "اللهم افتح هذه المدينة على يد راجل من نسلى" فهذا الراجل هو سليمان الذي فُتحت بلغراد على يده وبعدها قام بالاتجاه نحو جزيرة رودس حيث يوجد "فرسان المعبد أو فرسان القديس يوحنا" وهم الذين عاثوا في البحر المتوسط فساداً وتخريباً وقتالاً للمسلمين بعد أن طردهم صلاح الدين الإيوبي من القدس من قبل ليدمر سليمان دولة رودس إلى الابد فيجعل من رودس خراباً على أهلها وهرب فرسان القديس بعد ذلك إلى مالطة واستقروا فيها وحكموها إلى يومنا هذا حينها أدرك ملوك أوروبا أنهم أمام صقر تركى جديد من نفس طينة محمد الفاتح وتساعوا إلى دفع الجزية للسلطان سليمان إلا ملكاً واحداً *لويس الثاني* ملك المجر قام بقتل رسول الخليفة العثمانى مما دفع السلطان سليمان القانوني لتوجه بنفسه بصحبة مائة ألف من المجاهدين الأبطال نحو المجر لتاديبها عندها اعلنت الكنيسة في روما حالة طؤاري صعبة في جميع انحاء اوربا فتجمعت جيوش المجر وكوروتيا واسبانيا والمانيا وصىبيا في جيش واحد في وادى موهاكس لقتال المسلمين وفي فجر يوم المعركة صلى السلطان سليمان الفجر بجيشه ثم نظر إليهم وقال: "وكأنى أري رسول الله ينظر إليكم"
فنفجر الجيش بالبكاء وتعانقوا وتعاهدوا على الموت في سبيل الله وينتصر الجيش العثماني بقيادة السلطان سليمان القانوني وينهزم الجيش الصليبي شر هزيمة ويفر لويس الثاني فزعاً ليغرق في نهر الدانوب وفي المجر اكتشفت جنوده الانكشارية أن الصوفيين والشيعة كانوا يعاونون سراً كعادتهم الصلبيين من ورا خطوط القتال عندها أمر السلطان جنوده لتوجه شرقاً لتاديب الشيعة وعندها يكتشف أن الشيعة قد نبشوا قبر الامام أبو حنيفة النعمان في بغداد ونادوا فب الاسواق أنه من كانت له حاجه يريد أن يقضيها فليقضيها عند قبر الامام أبي حنيفة إمام أهل السنة والجماعة عندها انقض المسلمون بقيادة البطل التركي سليمان القانونى انقضاض الاسود على الكلاب فدكو حصونهم وطهروا بغداد من رجس الشيعة والصوفيين لمدة تزيد عن خمس قرون حتى عادوا إليها عام 2003م هذا كله ولم يتجاوز عمر القانونى ثلاثين عام منذ أن تولي الخلافة وعمره سته وعشرون سنة.
وفي عهد في الشرق
قام بحملات كبري ضد بلاد فارس بين عامي 1534م/1549م وانتهت بسيطرة العثمانيين على منطقة أرضروم في شرق آسيا الصغري كما دخل العثمانيون العراق ولكنهم لم يقدروا على إخضاع الدولة الصفوية في بلاد فارس وتم توقيع أول سلام رسمى بين العثمانيين والصفويين عام 155م لكنه لم يقدم أي حل واضح للمشاكل التى تواجه السلطان العثمانى على حدوده.
وفي البحر المتوسط أصبحت القوة البحرية للعثمانين هائلة في عهد سليمان حيث أصبح خير الدين المعروف عند الغرب باسم *باربروسا* أميراً في الأسطول العثمانى وقد انتصر في معركة بحرية قبالة بريفيوا في اليونان على أساطيل البندقية وإسبانيا عام 1571م.
وفي عهده سقطت طرابلس في شمال إفريقيا في يد العثمانيين عام1551م وتم سحق حملة إسبانية قوية ضد طرابلس في جرلة عام 1560م لكن فشل في استيلاء على مالطا من فرسام سانت جون عام 1565م
وبلغت القوة البحرية في عهده مناطق بعيدة حتى وصلت إلى الهند حيث تم إرسال اسطول من مصر حتى مدينة ديو ولكن فشل في الاستيلاء عليها من البرتغاليين.
وبعد هذه الانتصارات العظيمة استمر القانونى في خلافة رسول الله في الارض طيلة 46عام قضاها في الجهاد حتى اخر مرف في حياته قبل أن يستشهد وهو يجاهد في سبيل الله.
بقلم /كريم ماجد