"مجموعة عن الخط العربي وانواعه"
"الخط العربي" ٢
كاتبة وباحثة في الآثار وعضو بجريدة الاثريون الإخبارية.
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاه والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم اما بعد.........
اولي الخط العربي عناية خاصة تمثلت في البحث عن أصوله وبدية تجويدة والتفنن في رسمه وكان لكره الإسلام للتصوير دورا هاماً في التوجه إلي الخط والكتابة فلم يعد الخط أداة للكتابة فقط بل أصبح وسيله للنقش والتزيين والزخرفة.
فقد تباري الفنانيين والخطاطيين لدرجة جعلت منهم مدارس يدرس بها طرق التجويد والكتابة علي مر العصور الإسلامية كما صارت الكتابة علي المنشآت الإسلامية من أبرز مظاهر الفن الإسلامي.
وللخط العربي صله وثيقة باللغة من حيث تطوره وأشكاله وانواعة كما أنه عامة وثيق الصلة بالتطور الثقافي ومن هنا اصبح الخط العربي جزءًا مهما من تراث الأمة العربية الحي.
وبعد انتشار الإسلام أصبح للخط العربي مكانة خاصة وكبيرة لما جاء من آيات قرآنية تشييد بالعلم والكتابة مثل ما جاء في سورة العلق وهي أول الآيات التي نزلت علي نبي الله محمد (ص) وما جاء من قسم الله سبحانه وتعالى بالقلم والكتابة ( ن والقلم وما يسطرون) وما تحمله السورة من اسم القلم.
*أصل الكتابة العربية:-
تعددت النظريات واختلفت الآراء حول نشأة الكتابة العربية بين القدماء والمحدثين ولم تستقر علي رأي محدد إذا يبقي أصل الكتابة العربية الدقيق وتاريخها المبكر غامضا حتي الآن.
* الخط العربي الأولي:-
عرف الخط العربي قبل عصر النبوه بالخط النبطي أو الحيري أو الانباطي لانه ورد بلاد العرب التي نقلته عن طريق التجارة التي كان يمارسها اهل مكه ( القرشيون) مع الأنباط والعراق.
وقد اهتم العرب في كل من مكه والمدينة بالخط العربي وقد انتقل منهما الي بلاد الأخري وعرف باسميهما.
ولما انتقل مركز الخلافة الي العراق انتقلت معه الخطوط العربية المعروفة في تلك الفتره ( المدينة والمكية) الي الكوفة والبصرة وعرفت باسم الخط الحجازي.
لم يقدر للخط العربي أن ينال قسطاً من التجويد والابتكار الا عند انتقالة الي العراق والشام لذلك نسب الي الكوفة خطأ الخط الكوفي الجاف الذي يعتبرونه اصل الخطوط.
وقد نسوا أن:- الخطوط العربية الشمالية التي عرفت قبل الإسلام في الأنباط والحيرة كانت علي نوعين:-
1-الخط الجاف:-
مستند من الكتابة الآرامية المربعة وكان ينقش علي الأحجار ويسجل به أخبار الملوك والأمراء والأحداث الهامة.
2- الخط اللين:-
اكثر طواعية واسرع إنجازا وكان يستعمل في كتابة المراسلات والمذكرات اليومية.
وبذلك يمكن استنباط أن الخط الجاف المربع الذي ينسب خطأ الي الكوفة والذي اعتقد الكثيرون أن منه اشتقت الخطوط هو أقدم عهداً من أنشاء الكوفة التي بنيت بين عامي 20:18ه .
وهناك وثيقة مؤرخه عام 22ه هي خطاب صادر من أحد عمال عمرو بن العاص علي اهناسية مكتوبة بالعربية واليونانية تقطع بأن العرب في هذا الزمن المبكر كانوا يعرفون الخط اللين ويتراسلون به وتاريخ هذه الوثيقة يرجع بعد إنشاء الكوفة بعاملين وهي فترة غير كافية لظهور خط لين من خط يابس.
وهذا يؤكد بأن الكوفة لم تبتكر هذه الخطوط وانما تم تجويد الخط اليابس ( الجاف) فيها حتي تسب إليها وعرف باسمها ( الخط الكوفي)
وقد ساهمت أيضا في تجويد الخط اللين لشدة لزومه للتدوين السريع والمراسلات والاغراض اليومية العاجلة وهو ما يسمي ( خط التحرير).