"ضريح شجر الدر"
بقلم:- نهال إبراهيم
كاتبة وباحثة فى الآثار الإسلامية بجريدة الاثريون الإخبارية.
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم أما بعد.........
الموقع:-
يقع هذا الضريح بحى الخلفاء ويتوصل إليه من شارع الخليفة المتفرع من ميدان جامع أحمد بن طولون.
منشئه الأثرى:-
الملكة عصمة الدين شجر الدر كانت تركية الجنس وقيل أرمنية إشتراها الملك الصالح نجم الدين أيوب وحظيت عنده وأنجبت له ولداً إسمه خليلاً إلا أنه توفى وهو صغير ولما مات الملك الصالح نجم الدين أرسلت فى طلب إبنه المعظم تور أنشأه لتولى السلطة من بعده إلا أنه لم يحسن الأمور وإنتهى الأمر بقتله شر قتلة على أيدى إمرأة أبيه من البحرية ولهذا إجتمع البحرية وأعيان الدولة المصرية فى هذه الفترة وإتفقوا على تولية شجر الدر على مملكة مصر إلا أن هذا الأمر لم يكن طبيعياً ولم يقبل به الأمراء الأيوبيين ولا الخليفة العباسى نفسه ولهذا تزوجت اتابك عسكرها المعز أيبك التركمانى وذلك فى التاسع عشر من ربيع الآخر سنة 648ه وتنازلت له عن العرش فكانت مدة دولتها ثمانين يوماً غير أن الأمور جاءت على عكس المطلوب فطلب ملوك الأيوبيين بعرشهم فإجتمع أمراء البحرية الصالحية وعينوا إقسيس بن السلطان الكامل محمد سلطاناً على مصر عام 648ه.
التوصيف المعمارى:-
ساحة هذا الضريح تقرب من المربع إذا يبلغ طول ضلعه من الخارج 9.25 متر تقريباً وله ثلاثة مداخل محورية أحدها رئيس بالجهة الشمالية الغربية والآخران جانبين بالجهة الشمالية الشرقية والجهة الجنوبية الغربية أما الضلعع الرابع فيشتمل على حنية المحراب.
المحراب:-
يتصدر الضلع الجنوبى الشرقى حنية نصف دائرية يتوجها طاقية مغشية بالفسيفساء الزجاجية الملونة على هيئة شجرة باللون الأخضر حددت تفاصيلها باللون الأزرق والأبيض كل ذلك على أرضية من الفسيفساء الذهبية ويحيط بحنية المحراب حشوة مستطيلة من الجص يتوسطها عقد منكسر ملئ بالمقرنصات ذات الدلايات بينما زخرف الإطار الخارجى بكتابات نسخية على أرضية من الزخارف النباتية وهذه الكتابات عبارة عن سورة الفتح.
وصفه:-
الضريح مبنى من الآجر ويتخلله أنصاف جزوع نخيل وهو يشبه ضريح الخلفاء من حيث الزخارف الخارجية ولكنه أكبر قليلاً من حيث المساحة إذ يبلغ طول كل ضلع من أضلاعه 7 أمتار تقريباً من الداخل ويتوسط ثلاثة من أضلاعه باب كما هو الحال فى مشهد يحيى الشبيهى والخلفاء العباسيين أما الضلع الرابع فى الجهة الجنوبية الشرقية فيوجد به المحراب والأبواب مستطيلة ويعلوها عتب خشبى يعلوه عقد عاتق من الآجر.
التابوت:-
يتوسط أرضية الضريح تابوت خشبى من العصر الحديث إلا أنه يحتوى فى جوانبه على ثلاثة أفاريز خشبية أصلها من تابوت قديم تشتمل هذه الأفاريز على كتابات بالخط النسخى وهذا التابوت غير مدون عليه أسماء من دفنوا بأسفله إلا أنه أهل هذا الحى يعتقدون بأن المدفون بأسفله أحد أبناء الخليفة هارون الرشيد ويدعى "سيدى محمد"
منطقة الإنتقال:-
تتكون منطقة الإنتقال من صفين من الحنايا فوق بعضهم كل صف من ثلاث حنايا مبنية بالطوب الآجر ومكسية بطبقة من البلاط وهذه الحنايا مزخرفة من داخلها بتكوينات من الزخارف النباتية والهندسية لا تزال بحال جيدة يحصر الحنايا أربعة شبابيك ثلاثية كانت فى أصلها من الجص المعشق بالزجاج الملون إلا أن هذه الشبابيك متهدمة يلى ذلك القبة التى سبق توصيفها.