"مسجد قباء"
بقلم:- نهال ابراهيم
كاتبة وباحثة في الآثار الإسلامية وعضو بجريدة الاثريون الاخباريه.
الصلاه والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم اما بعد........
يقع في منطقة قباء جنوب المدينة المنورة وهو أول مسجد بُني في الإسلام شيده الرسول صلى الله عليه وسلم بعد وصوله إلى قباء واسسه لبني عمرو بن عوف وكان أول من وضع حجراً في قبلته ثم جاء أبو بكر بحجر فوضعه إلى جوار حجر الرسول صلى الله عليه وسلم ثم اخذ الناس في البنيات وهكذا ضرب الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم مثلا للقدوة الحسنة التي أمر بها الإسلام حيث شارك المسلمين في البناء بنقل الحجارة بيده الكريمة.
اهتم الخلفاء بهذا المسجد لما له من مكانه خاصة عندهم فهو أول مسجد بناه الرسول صلى الله عليه وسلم مع الصحابه الكرام رضي الله عنهم وأورد الله سبحانه وتعالى ذكره في القرآن الكريم ، قد قام بترميمه وتجديده وتوسعته الخليفه عثمان بن عفان رضي الله عنه وكذلك فعل عمر بن عبد العزيز وإلى المدينة من قبل الخليفة الوليد بن عبد الملك الذي عمل على توسعته وزينه بالفسيفساء وشيد له مئذنة وسقفه بخشب الساج وأصبح تخطيطه عبارة عن صحن اوسط يحيط به اربع ظلات.
لقى هذا المسجد كل الاهتمام والرعاية والتجديد من قبل المسلمين في العصور التالية وكان أخر هذه التجديدات في عهد السعودي حيث بلغت مساحته الإجمالية 1440 متراً مربعاً وكان ذلك في عهد الملك فيصل بن عبد العزيز عام 1388ه/1967م حيث زيد فيه رواق بالجهة الشمالية مع مدخل خاص للنساء وهكذا دخلت المئذنة ضمن نطاق المسجد بعد أن كانت بارزة في الركن الشمالي الغربي في السابق.
وتخطيط المسجد حالياً عبارة عن صحن مستطيل يحيط به أربع مظلات أكبرها مظله القبلة ، وتتكون من ثلاثة أروقة يُقابلها بالجهة الشمالية رواقات أما كل من الظلتين الجانبيتين (الشرقية والغربية) فرواق واحد وسقفت الاورقة بالقباب أما أرضية الصحن والاورقة فمغطاة بالرخام الابيض.