الفخار الإيراني القديم
بقلم:- نهال ابراهيم
كاتبة وباحثة في الآثار وعضو بجريدة الاثريون الإخبارية.
بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته اما بعد.........
ما معنى الفخار :-
هو الطين المحروق نتيجة أن الإنسان عرف منذ الأزل كيف يحوله لماده صلبه عن طريق الشوي في الافران (القمائن) وعرف كيف يشكله ويصنعه.
كيف استخدموا صناعة الفخار :-
استخدموا صناعات الفخاريات فيما بعد صوراً واشكالاً تُعبر عن معتقداتهم وحتى حياتهم والظروف الاجتماعية التي عاشوها، كان صانع الفخار الإيراني القديم حين رسم أشكالاً ونقوشاً على الفخاريات كان بمثابة شاعر يُنشد أبياتاً.
ويحاول صانع الفخار الرسم مستعيناً بحاسهُ البصري أن يعكس مشاهد الحيوانات والانسان بإظهارها على صناعاته الفخارية هذا كمثال على ذلك تذكر أن رسم خطوط مموجة موازية داخل شكل دائري أو مستطيل يرمز إلى الماء أو رسم مثلث ذي تخطيط متقلب يدل على جبل أو رسم مربع تتخلله خطوط مموجة وتقسمها خطوط افقية وعمودية يرمز هذا المربع إلى ارض زراعية.
الفخاريات من تحف إيران التراثية :-
تعد الهضبة الإيرانية نظراً لتنوعها البيئي والمناخي واحدة من اهم المراكز الرئيسية لظهور صناعة الفخار وتطورها في منطقة غرب آسيا.
ولم تُسجل اي منطقة في آسيا الغربية تطوراً ملحوظاً في صناعة الفخار خلال الآف من السنين التي مرت بها كما شهدتها إيران.
ومن مراكز نشوء الفخار في إيران تذكر على سبيل المثال منطقة جبال زاغرس الوسطى قبل الالفيه الثامنة قبل الميلاد وأما بالنسبة إلى ظهور وصُنع ماكنة الفخار وافران الفخاريات وأدواتها فيعود تاريخه إلى الالفيه الرابعة قبل الميلاد.
صناعة الفخار مظهر للابداع :-
حيث أن صناعة الفخار مظهر للابداع الفني والتبلور الفكري النشط للانسان في ماضي الازمنة التي عاشها مما يجعلها مدعاة للفخر والاشاده بها والفخاريات باعتبارها فناً جماعياً لا تشير إلى مدى الابداع والذوق الذي جاءت به أنامل صناعها وفنانيها فحسب بل يشير إلى مختلف الظروف والحالات الاجتماعية وشتى مراحل الحياة وسماتها المادية والمعنوية الخاصة بها التي عرفها الانسان البدائي فضلاً عن أنها تحكي لنا حياة الأقوام والتجمعات البشرية في المدن والقرى وكذلك الحقب التاريخية المختلفة التي مرت بها وكما نعلم أن لكل قوم وشعب طريقته وأسلوبه الخاص في فن زخرفة فخارياته بالاشكال والصور والنقوش.