بقلم / هنا عادل
بيضه نعام
توجد بمتحف جاير أندرسون (بيت الكريتلية).
قطرها 40، ارتفاعها 15.
تعد رسوم هذه البيضة من أروع ما وصلنا على الإطلاق من رسوم بيض النعام حتى الآن، فقد تنوعت كتاباتها وزخارفها ومناظرها التصويرية التي تغطي قشرة البيضة بحيث لم تترك بها سوى فراغات بسيطة.
وثبت في فتحة القطب أعلى البيضة قرص حديدي في وسطه خطاف صغير كان يستخدم بلا شك للتعليق، يدور حوله كتابات نسخية.
ولكن البيضة بها آثار ترميم، في الجزء العلوي الذي كان يشتمل على اسم من قام بإهدائها الذي لم يبق من اسمه سوى حرف الياء، وربما كان هذا الكسر متعمدًا قام به من آلت إليه البيضة لمحو اسم المالك السابق.
يحيط بالنص الكتابي نزولًا إلى الأسفل منظر تصويري لحشد من البيوت والقصور ذات الأسقف والأبراج الجمالونية الشكل، والنوافذ الواسعة، والعقود المدببة، يتخللها أربعة أشرطة بها ما يشبه المجاري المائية، التي شيد على ضفاف كل منها مجموعة من العمائر المذكورة، والملفت للنظر هنا أن نشاهد بين هذه المنشآت المعمارية بعض الكنائس التي تتميز بأبراجها ذات الصلبان جنبًا مع المساجد ذات القباب والمآذن التي يزينها الأهلة.
ويلاحظ أيضًا أن المجاري المائية تتخلل صفين من العمائر حشدت بشكل برع فيه المصور في التعبير عن التفاصيل المعمارية المتنوعة، وهذه المجاري المائية تنتهي بأربعة أبواب جمالونية يعلو كل منها راية مثلثة الشكل.
وأسفل تلك النقوش نشاهد شريط من الكتابات القرآنية يدور حول ثلثي البيضة.
يليه نص آخر يشغل منطقتين نفذ بخط أصغر من النص السابق.
يلي النصوص الكتابية شكلًا للأهرام ووجه آدمي لعله يرمز إلى وجه تمثال أبي الهول.
وتشتمل هذه النصوص الكتابية على اسم نفس المصور الذي سبق له أن قام بتزويق بيضتين سابقتين.
وتمتد بعد ذلك المجاري المائية رأسيًا إلى أسفل حيث يتخللها المزيد من رسوم العمائر - التي نقشت بنفس الأسلوب السابق - حتى تصل إلى منتصف البيضة تمامًا، ثم تلتقي المجاري جميعها لتصب في مجرى عرضي يدور حول محيط البيضة، شغله المصور بمنظر فريد يمثل مراكب شراعية متنوعة صغيرة الحجم، وسفن شراعية كبيرة صور عليها أربعة أشخاص لعلهم بحارة هذه السفن.
وتستمر الرسوم المعمارية في تتالي حول البيضة بنفس الأسلوب السابق إلى أن يقطع هذه الرسوم من أسفل شريط من الكتابات القرآنية وبعض النصوص الشعرية باللون البني المائل إلى الحمرة يدور حول محيط البيضة في أربعة مناطق يفصلها نقوش عمائر ذات أسقف وأبراج جمالونية الشكل، يحيط بها من أسفل سياج مفرغ بأشكال معينات.
أما البوابتان الباقيتان فقد كتب على إحداهما بوغاز وتركت الأخرى بدون اسم، وهما تتشابهان مع البوابتين السابقتين في الشكل، فيما عدا تزويقهما ببائكة ثانية تربط بين البرجين بنهاية الطابق الأول.
كما رسم المصور مركب شراعي واحد فقط بين هذين البرجين. ويلتف حول قطب البيضة من أسفل دائرة من المراكب الشراعية تتخللهما سفينتان كبيرتان رسم عليهما بعض البحارة، أمام كل من بوابة الإسكندرية والبوابة المواجهة لها التي لا تحمل اسمًا، ويرجح أن البوابات الثلاث تمثل نهايات النيل على البحر المتوسط التي ترمز إلى الإسكندرية ورشيد ودمياط، أما البوابة الرابعة التي بدون اسم فربما كانت تشير إلى ميناء كبير آخر هو ميناء السويس، والدليل على ذلك أنها تتطابق في الشكل والحجم مع بوابة الإسكندرية، والدليل على ذلك أن الرسام أكد على اتساعهما وأهميتهما برسم مركبين شراعيين بينهما كما جعل أمامهما مركب كبير في تأكيد واضح على أن أهميتهما لمصر إذ كانت ميناء السويس تعادل مكانة ميناء الإسكندرية إبان تلك الفترة وتنتهي البيضة من أسفل بقرص حديدي يتدلى منه شريط مجدول أسود اللون.