°الدول التي نشأت ف مصر والشام °
بقلم ✍️ شيماء شكري
الدولة الطولونية (٢٩٢:٢٥٤ه)
° منذ عصر الراشدين أصبحت مصر قاعدة لأنطلاق المسلمين ف شمال إفريقيا ونحو الجنوب ف بلاد النوبة والسودان كما أصبحت قاعده للدفاع عن المغرب ، ولذلك ظهرت فيها البحرية الإسلامية للدفاع عن السواحل الشرقية للبحر المتوسط ضد غارات الروم ، وكان هناك نوع من الارتباط بين مصر والشام ف مجالي التعاون العسكري والإداري ، وبداية من العقد الأول للنصف الثاني من القرن الثالث الهجري تبدأ ف الظهور (وحدة سياسية) يمكن أن نسميها دولة مصر والشام التي ستطور مع الزمن حتى تصبح (سلطنة مصر والشام) ابتداءا من العصر الأيوبي هذه الدولة شملت مصر بحدودها التاريخية التي تمتد إلي مملكة النوبة ودنقلة جنوبا والبحر الأحمر وشبه جزيرة سيناء شرقاً ، وتمتد غربا حتي تشمل برقة ف ليبيا الحالية ، أما بلاد الشام فيقصد بها كل البلاد الواقعه بين نهر الفرات والبحر المتوسط ومن الحدود الشمالية للجزيرة العربية حتى جبال طوروس شمالاً .
°قد ولدت هذه الوحده ف عصر أحمد بن طولون (٢٧٠:٢٥٤ه) وأحمد بن طولون تركي من نواحي بخاري قضي أحمد سنوات طويلة من شبابه في (طرطوس) من بلاد الثغور مع الدولة البيزنطية وهناك تعلم فنون الفروسية والحرب بالإضافة إلي تعلمه علوم الدين واللغة العربية ، وعندما سيطر الأتراك على الخلافة ف بغداد فإن نفوذهم لم يقتصر على العاصمة بل تعداها إلي الولايات الإسلامية بما فيها مصر ..
لم يقتصر نفوذ بن طولون على مصر وحدها بل امتد نفوذه إلي بلاد الشام شمالاً وإلي ليبيا غربا وإلي النوبه ودنقلة جنوبا .. نشأت دولة مصر والشام نتيجة لخلاف طويل وقع بين أحمد بن طولون وأحمد الموفق اخى الخليفة العباسي المعتمد ، وكانت نتيجة هذا الخلاف أن قرر أحمد بن طولون غزو الشام وإدخال ما يستطيع إدخاله من بلادها ف ولاية مصر ، فاستولي على الساحل الشمالى حتى أنطاكية ودمشق وحمص وحلب وحماة وساعده ع ذلك انشغال الدولة العباسية بثورة الزنج ولقد شهدت مصر بعض التطورات الحضارية والعسكرية على عهد الطولونين ...
أسس عاصمة جديدة سماها القطائع سنة (٢٥٦ه) على جبل يشكر بجانب جبل المقطم وسبب تسميتها بالقطائع ؛ أنه قسمها قطائع بين جنده وبني له قصرا فخما ، ومسجداً جامعاً هو المعروف باسمه إلي الآن ع حالته التي بني عليها ، وهو يمثل عمارة المساجد
العراقيه ف مصر والفن العباسي بها على غرار مسجد سامراوهو أكبر مساجد القاهرة اتساعاً وكان مكانا لحركة علمية نشطه بجانب عمرو بن العاص بالفسطاط حتى إنشاء الأزهر ف العصر الفاطمي ..
وحصن أحمد بن طولون ثغور المملكه ف مصر والشام وأنشأ دارا لصناعه السفن ف جزيرة الروضه وسط النيل تجاه الفسطاط .. وفي خلال حكم بن طولون وقع نزاع بين الخليفة العباسي المعتمد وبين ابن اخيه وولي عهده أحمد الموفق الذي استبد بالحكم وسيطر على أخيه الخليفة ف الهرب إلي مصر ، وشجعه بن طولون وطلب منه نقل الخلافة إلي مصر لكن هذا المشروع أحبطه المرفق عندما علم به وحجر على أخيه الخليفة سنة (٢٦٩ه) .. وزاد العداء بين ابن طولون والموفق لدرجة جعلت ابن طولون يتقرب من الأمويين ف الأندلس من باب الكيد بالموفق وأتباعه ، وأصبح للاندلسيين جاليه ف مصر وكان بعضهم يسكن ف جامع بن طولون ويدرسون فيه ..
وعلى الرغم من أنه نشأ كغيره من الاتراك نشأة عسكرية ف سامرا إلا أنه درس العلوم الدينية والعربية مما ساعده على القيام بسياسة مصر والارتقاء بها ..
توفي أحمد بن طولون سنة (٢٧٠ه) وله ف العمر نحو خمسين عاما بعد حكم دام نحو ١٦ سنه وترك من الاولاد ثلاثه وثلاثين منهم سبعة عشر من الذكور وستة عشر من الإناث تمتعت مصر ف عهده بالرفاهية والإستقرار وانتعشت بذلك كل مرافق البلاد .
_______________
إسم الكتاب :_ تاريخ الحركات الانفصالية ف العالم الإسلامي .
إسم المؤلف :_ د/ مصطفي محمد رمضان .
عدد الصفحات :_١٣١'١٣٢'١٣٣'١٣٤ ص .
#رواق .
#شيماء_شكري .
جمدااان
ردحذف