الحاكم بأمر الله

*الحاكم بأمر الله*

بقلم /خضره بكر. 

كاتبه وباحثه في الآثار المصريه. 

°النهاردة  الكلام مختلف عن كل مرة الكلام عن شخصية من أغرب الشخصيات اللي ممكن تقرأ عنها شخصية محط خلاف بين العلماء والمؤرخين شخص جمع بين الشئ ونقيده فمن هو الحاكم بأمر الله ولي بقا هو أشهر الخلفاء الفاطمين؟؟

واي موضوع ادعائه الألوهية دا ؟!

°الحاكم بأمر الله الفاطمي هو المنصور ابن العزيز بالله نزار كنيته "أبو علي " ولد من أم روميه تدعي أم  ولد وتنحدر في نسباها إلي أسره نصرانيه عريقة ترجع إلي الطائفة الملكية القبطية

°ولد الحاكم بأمر الله في سبتمبر عام ٩٧٥م وأحسن أباه تعليمه وتهذيبه. 

°كان الحاكم بأمر الله ذو بنيه قوية متناسب طولًا وعرضًا فمظره يدل على أنه من الجبابرة الأوائل. 

°مبسوط الجسم فارع الطول بارز الصدر له عينين كبيرتان سودوان تُمازجها خُضره ذات نظرات حاده مروعه كالأسد فكان لا يستطيع أحد التحديق او إطاله النظر في عينه وله صوت قوي ومرعب يحمل الروعة إلي سامعيه.

°وفكره بقا وصف جسمه لأنه كان دا السبب اللي خلي الآخرين يخافوا منه. 

°نبدأ بقا الحكاية من هنا"

فبعد موت العزيز بالله اتجهت كل الأنظار إلي العرش وأصبح كرسي الخلافه من نصيب الفتي الصغير ابن العزيز .

فتولي الحاكم بأمر الله وعمره لم يتجاوز "١١ سنه " 

فكان أصغر من حكم مصر سادس الخلافاء الفاطمين وكانت مده خلافته "٢٥عام وشهر" 

وكانت سيرته من أعجب السير فقد اشتمل حكمه على مصر والشام وأفريقيا والحجاز. 

°اُسْتُغِلَ صغر سن الحاكم من قبل شيخ كتامه ابن عمار، فاجبر الحاكم على توليته لشؤون الدولة فأصبح هو المتصرف في شؤن الدولة ولقب نفسه بأمين الدولة

°نافسه في الوقت نفسه أبو الفتوح برجوان وقد كان كبير الخدم عند العزيز بالله. 

نجح برجوان في آثاره المعارك بين طائفته وطائفه شيخ كتامه ابن عمار انتهت بانتصار طائفه برجوان وهروب ابن عمار. 

°ثم تولي برجوان شؤن الدولة وكون لنفسه طائفه من الجند والممالك ولكن سرعان ما جنح ل الطغيان واعتبر نفسه الحاكم الحقيقي واستغل منصبه في تكوين ثروه ضخمه بالإضافة لانشغاله باللهو والملذات وانصرافه عن شؤن الدوله. 

*ولكن لكل استغلال نهاية*

فقام الحاكم بأمر الله بتدبير موأمره قضي فيها على برجوان وشيخ كتامه ابن عمار وأعوانهم وبذلك تمكن الحاكم من التخلص من كل المنافسين له وسيطر على كل مقاليد الحكم وهو عمره "١٥ سنه" .

كان غريب السيره خرج بأمور عديدة وسياسات غريبه فجمع في فترة حكمه بين الشئ ونقيده بين خدمه العلم وقتل العلماء وبناء المساجد وهدمها وتشيد الكنائس بعد هدمها ونشر العدل ورفع الظلم لشعبة

°حرم التنجيم في الوقت الذي كان هو مغرما به وجعل العمل ليلا والنوم صباحا .

°وأمر بسب الصحابه على أبواب المساجد والشوارع ثم تراجع عنها كما منع الناس من صلاه الضحي والتراويح ثم تراجع عنها

°وغير "حي على الصلاه "إلي "حي على خير العمل" ثم عدل عنها. 

* قال عنه المؤرخ الكبير نصر الدين المكريزي "كان يعتليه جفاف في رأسه فأفعاله لا تُعلل وأحلامه وساوس لا تؤول" يحب الصلاح ويقتل الصالحين وأنه كان يفعل اليوم ما ينقده غدا اتهمه بعض المؤرخين بالجنون والشذوذ العقلي. 

* فقد حرم اكل الملوخيه باعتبارها اكله الملوك!

ايو يعني لو انت كنت عايش على عهد الحاكم بأمر كان حرام عليك تاكل الملوخية!!

ويقول البعض أنه حرم أكل الملوخية والمتوكليه بسبب حب معاويه لهم!! ومعايه خصم أهل البيت وخصم الفاطمين. 

وقتل من اشتراها او باعها!!

يعني عشان اكله ملوخيه كانت تطير فيها رقبتك بقا !!؟؟ 

كما منع اكل الجرجير والقرع والترمس وأم الخلول ومنع عجن الدقيق بالرجل وحرم زراعه العنب وأمر الصيادين بعدم صياده اي سمك بدون قشر 

°وأمر بعدم ذبح اي بقر إلا في عيد الأضحى وأمر بقتل الكلاب والخنازير فقتل منها ما لا يحصي .

*ولم ياخذك العجب فالقادم أعجب*

واجبر الشعب ان يكون حافي القدمين 

أمر بتحشم المرأه وحرم على النساء الخروج من البيت والذهاب إلي الحمامات خارج منازلهم كما حرم عليهم التطلع من النوافذ أو الجلوس على أسطح المنازل وحرم صناعة النعال لهن لكي لا يتحركوا من منازلهم وإن علم أن امرأه ذهبت إلي الحمام خارج منزلها كان يقتلها أو يهدم عليها خلاءها. 

بالغ في العقاب وبني دار ل التعذيب سماها جهنم الحمرا وكان يقول ل حراسه عند تعذيب أحد ادخلوه جهنم الحمرا .

°كان يضطهد أهل الذمه وأمر برتداءهم الثياب السوداء وعدم لبس الثوب الذاهي الناعم 

وكان سبب في ترويج الحملات الصلبيه بعد هدم كنيسة القيامة وغيرها 

والزم اليهود بلبس عمائم سواء واجراس حول عناقهم. 

**قصه ادعائه الألوهية **

كان الحاكم بأمر الله في آخر حياته يجلس فوق جبل المقطم يتعبد في اضائه الشموع .

وجاءه ثلاثه من دعاه الفرس واقنوعوه بالدعاء الألوهية فرحب ولم يُمانع 

فصنف له محمد ابن الاسماعيلي الدرزي 

كتابا عن الوهيته فصار يدعو بيه بين الناس فصارو عليه واردوا قتله 

فامده الحاكم بأموال وقال له اخرج إلي بلاد الشام وانشر الدعوه هناك فإن أهلها سريع الانقياد. 

*ومن هنااا* 

(نشاء المذهب الدرزي الذي يري في الحاكم المهدي المنتظر).

كان الحاكم بأمر الله يدين بالمذهب الإسماعيلي وانشق من الاسماعليون طائفه تقدس الحاكم بأمر الله وتسمي بالاسماعليون البُهره 

والبهره خرجوا من مصر بعد سقوط الخلافه الفاطمية الي الهند على امل أن يرجعوا إلي مصر ويعدوا الخلافه الفاطمية الشعيه مره اخري. 

يوقر البهره مشايخهم بشكل كبير ويقصدونهم ل التبرك.

 ويتسمون بوحده الزي عند الرجال والنساء 

ويهمتمون بإقامة علاقات جيدة مع الحكام.

 * حاول سرقه قبر النبي "صل الله عليه وسلم"*

وتعود هذه المحاولة إلي عام ٣٩٠هجريا و١٠٠٠ م حيث أمر الحاكم أمير مكه أبو الفتوح الحسن ابن جعفر تنفيذ هذه المهمه 

وعندما علم أهل المدينة كادو أن يفتكوا بهم 

ولم يمضي اليوم نفسه وأرسل الله ريح شديدة هلكت خلق كثيرون .

وحاول الحاكم نبش قبر ابو بكر وعمر إلي مصر. 

* ورغم خروجه عن المألوف

 فإن هناك انصاره من يؤيده، ومنهم البُهره والدروز 

فهم يرون أن كل ما قيل عن الحاكم ما هو الا مجرد تشويه الحقائق 

وهم يرون فيه الحاكم الأمثل واستدلوا على ذلك من خلال اسمه فهو يحكم بأمر الله .

وقالو ان منعه لنبات الملوخية كام فيه مرض يصيب آكلها بالبلهرسيا وإن منعه لبيع العسل والعنب كان لصنع الناس الخمر منه 

°وبررو تحريمه لذبح الأبقار إلا ف المواسم للحفاظ على الثروة الحيوانيو خصوصا أن البلاد المجاوره كانت مُقبله علي مجاعه هائله. 

°وعدم خروج المرأه خارج منزلها وذلك للحد من آثاره الفتن 

°وعدم صياده سمك بدون قشر لأنه مسمم يعيش في الوحل. 

*وانشاء دار الحكمة

وهي الجامعة التي اسسها عام ٣٩٥هجريا وقد حوت على مليون وثلثمائه الف مجلد وقد حملت لها الكتب وأتى اليها العلماء والفقهاء وغيرهم من ارباب العلوم 

فقد ظلت مناره ثقافيه لنشر المذهب الشيعي حتى نهاية الدولة الفاطمية على يد صلاح الدين الأيوبي. 

* جامع الحاكم بأمر الله الفاطمي.

الذي بدأ بناءه في عهد العزيز بالله الفاطمي ولكنه توفي قبل اتمامه فأكمله الحاكم بأمر الله

وهو ثاني جامع في العصر الفاطمي بعد الازهر الشريف وثاني مسجد في المساحة بعد جامع احمد ابن طولون.

*ولم تكن حياته فقط محور جدل بل وفاته ايضا*

 فلقد كان في آخر حياته يجلس فوق جبل المقطم وحيدا على حماره .

وقيل في اختفاءه عدة اقوال 

ومنها أن اخته ست الملك ارادت قتله خوفا من ان يشتد شذوذه العقلي اكثر بعد أن طغي وتجبر خوفا من هدم بيت الخلافه الفاطمية. 

وقيل إنه أراد هو قتلها بعد أن فبرك لها قصه أنه سمع عنها انها تمكن الرجال من نفسها  وهددها بقتلها. 

فقامت ست الملك بتدبير مكيده له وعند صعوده على جبل المقطم تقوم بالتخص منه. 

وهناك روايه أخري تقول بأنه أراد تغير نظام الإمامة والذي ينص على أن تكون من نسل سيدنا على رضي الله عنه وإن تنتقل من الأب الي الابن. 

فكتب هو ولايه العهد ل ابن عمه فادت هذه المحاوله إلي قتله هو وابن عمه من الطامعين في الحكم. 

*وأما راي المأيدين له من الدروز .

فهم يعتبرونه المهدي المنتظر ويرون في اختفاءه من جبل المقطم أنه صعد الي السماء وحتي الآن من ينتظر عوده .

((وفي اخر المقال اود أن أضيف قول بسيط ،

أن الناس هي من تصنع الحاكم الدكتاتوري وليس هو من يبدأ دكتاتور فهو يبدا حاكم في أحسن الأحوال معتدل وبعدها يثبت له الناس انه دائما علي صواب وانه يُجيد فهم كل شيء ومن هنا يصبح دكتاتور وبشده)) 

اسم الكتاب الدوله الفاطمية 

لالدكتور  ايمن فؤاد السيد 

من بين صفحات "٣٧: ٤١".