جريدة أثريون Atharyon

أحمد القاضي شاب مصري مهتم بالتاريخ والاثار مدرب علي شرح التاريخ و المواقع الأثرية حاصل علي عديد من كورسات الارشاد السياحي ودورات اخري

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

الهجرة النبوية الجزء الثاني

"الهجرة النبوية 2"
بقلم:- نهال ابراهيم

كاتبة وباحثة في الآثار الإسلامية ومسؤؤل لجنة الصحافة لفريق رواق لنشر الوعي الاثري بفرع كفر الشيخ.

اللهم صل وسلم على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين وبعد.......
*الهجرة إلي يثرب:-
كان الرسول (ص) وأصحابه حرصين علي كتمان أمر تلك البيعات وإلا يصل خبرها لقريش ولكن قريش قد علم بتحالف محمد مع الأوس والخزرج فاشتد أذاها للمسلمين فأذن الرسول (ص) لاصحابة بالهجرة إلي يثرب فخرجوا إليها سرا في جماعات متفرقة تاركين خلفهم كل ما يملكون من مال ومتاع وأهل وعشيره ولم يبقي في مكة سوي محمد (ص) وأبو بكر الصديق ليرافق النبي (ص) في رحلته وعلي بن أبي طالب ليرد الامانات لأصحابها وعندما علمت قريش بنبأ هجرة المسلمين ليثرب اجتمعوا فيما بينهم علي قتله ولكن أنقذه الله من تلك المؤامرة وهاجر المصطفي برفقه أبو بكر الصديق حتي وصل إلي قباء احدي ضواحي يثرب فمكث بها اربع ايام حيث أسس بها أول مسجد في الإسلام ومنها واصل سيرة إلي يثرب فوجد أهلها في استقباله فرحين مستبشرين بقدومه.

*المرحله المدنية:-
   ١-سياسة الرسول (ص) الداخلية:-
تبدأ المرحلة من حياة الرسول(ص) بهجرتة إلي المدينة المنورة ووصوله الي قباء في يوم الاثنين (الثاني من ربيع الاول) بعد البعثة بثلاث عشر سنه فالهجرة أول حدث هام في تاريخ الإسلام وكانت بداية لتغيير مجرب الحوادث كما كانت بداية لنصر عظيم حققه الاسلام علي الوثنيه.
ومن الجدير بالذكر أن مجتمع المدينة عندما هاجر إليها الرسول(ص) كان يضم عناصر غير متجانسة من السكان صار الرئيس أمامها وقائدها فكان هناك المهاجرين الذين هاجروا فرارا بدينهم من مكة إلى المدينة والأنصار هم سكان المدينة الأصليين من الأوس والخزرج والي جانب هؤلاء كان يوجد المشركون الذين لم يؤمنوا بعد واليهود ثم كان صنف من هؤلاء يختلف عن الآخر اختلافاً واضحاً وكان علي الرسول (ص) أن يضع نظاماً اجتماعياً فوضع صحيفه التي كانت تعتبر بحق أول دستور في الإسلام.

*الأسس التي قامت عليها دولة الرسول (ص) في المدينة المنورة:-
    ١-بناء المسجد:-
كان أول عمل قام به الرسول (ص) عندما وصل إلي المدينة المنوره ببناء مسجد وكانت ارض ذلك المسجد ملكا لطفلين يتمين هما سهل وسهيل اشتراها منهم الرسول(ص) وشرح في بناء المسجد وكان يشارك في عمليه البناء بنفسه وبني المسجد من الطوب اللبن وكان طوله من القبله الي مؤخرته مائه ذراع وكان بالمسجد مكان واحد مسقوف أقام هذا الجزء لبعض مهاجري مكة الذين لم يكن لهم مأوى وكانت قبله المسجد تجاه بيت المقدس وجعل المسلمون للمسجد تجاه بيت المقدس وجعلوا للمسجد ثلاث ابواب هي باب المؤخره وباب الرحمة وباب يدخل منه الرسول (ص) وبجوار المسجد بنيت بيوت ازواج النبي (ص) بحيث يخرج من بيته إلي المسجد مباشرة وكان لمسجد النبي (ص) أهمية كبيرة في كونه رمزاً لما يتسم به الإسلام من شمولية وتكامل فقد أصبح مركز روحياً لممارسة الشعائر وتأدية العبادات وجامعة علمية وتشريعية ومركزاً لنشر الدعوة الإسلامية ومقر التشاور مع الرسول (ص).
   ٢-المؤاخاه بين المهاجرين والأنصار:-
هي ثاني الأعمال التي قام بها النبي (ص) بعد بناء المسجد هي المؤاخاه بينهم حرصاً منه علي إقامة الاستقرار داخل مجتمع المدينة وكانت المرحله الأولي من المؤاخاه بين المهاجرين والأنصار أنفسهم فقد قال الرسول(ص) "تأخوا في الله أخوين".
أما المرحله الثانيه من المؤاخاه كانت بين المهاجرين والأنصار وقد بلغ مجموعة المؤاخاه بينهم خمسه وأربعين من المهاجرين وخمسه وأربعين من الأنصار.
وقام نظام المؤاخاه بين المهاجرين والأنصار علي أساس الحق والمساواة حق التوارث بين المتأخين دون الأرحام.

  ٣-الصحيفة:- 
في السنه الأولي من الهجرة كتب الرسول (ص) كتابا بين المهاجرين والأنصار عاهد فيه اليهود مقدماً لها كافه الحقوق في ممارسة شعائرهم الدينية وعرف هذا الكتاب باسم الصحيفة أو الوثيقة وقد تضمنت الصحيفة الآتي:-
١-المسلمين جميعاً أمة واحدة بصرف النظر عن اختلاف اجناسهم.
٢-ان المسلمين يرحبون بمن يدخل في الإسلام من اليهود علي أن يكون له نفس الحقوق وعليه نفس الواجبات.
٣- أن التعاون والتضامن من السمة المميزة لمجتمع المدينة.
٤- قررت الصحيفة الطرق التي تتبع في فض الخصومات بين أهل المدينة.
٥-بينت الصحيفة ما يتبع عند اندلاع الحرب بين المسلمين واعدائهم وان كل جماعة تنفق علي نفسها.
وترجع اهميه الصحيفة إلي أنها بينت أن دولة الرسول (ص) في المدينة المنورة بنيت علي أساس قانوني.

٢-سياسة الرسول (ص) الخارجية في المدينة المنورة:-

      *مشروع الجهاد في سبيل الله:-
زعم بعض المستشرقين أن الإسلام انتشر بحد السيف ولكن هذا الزعم مرفوض تماماً لأنه لا يتفق مع ما جاء في القرآن الكريم في قوله تعالى:" لا إكراه في الدين" وكذلك قوله تعالى:" فإنما عليك البلاغ وعلينا الحساب" وهذه الأقاويل لا تتفق مع مارواه المؤرخين عن بدء انتشار الإسلام في مكة خاصة وأن الرسول (ص) دائما ما كان يؤثر السلم علي الحرب والبرهان والاقناع علي السيف مما كان له أثر في اعتناق عدد كبير من العرب للإسلام بل إن الإسلام اخترق صفوف اليهود فأسلم أحد احبارهم المدعو عبد الله بن سلام.
فكان هذا الأمر بمثابة ضربة قوية لليهود ولكن كيف لتلك السياسية سياسة ايثار السلم علي الحرب أن تجدي وقريش تناصب المسلمين العداء واليهود يتحينون الفرصة للقضاء على الإسلام والمسلمين بعد اختراق الاسلام لصفوفهم حتي أمر الله سبحانه وتعالى نبيه الكريم بالجهاد في سبيل الله وفي سبيل نشر الدين الاسلامي انطلاقاً في قولة تعالى:" كتب عليكم القتال وهو كره لكم وعسي أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم" وانطلاقاً كذلك في قوله تعالى:" وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا أن الله لا يحب المعتدين"
ولقد كان لهذا التشريع اثر كبير بالنسبة للمسلمين في المدينة فقد منحهم صفه سياسية ولم تكن لديهم من قبل فأصبحوا بذلك نواة الامة العربية الإسلامية مستكملين بذلك اهم خصائص الدوله.
#رواق

عن الكاتب

Ahmed Elkady

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

جميع الحقوق محفوظة

جريدة أثريون Atharyon