*الحملة الصليبية الأولي*
بقلم شيماء محمد
°تعهد البابا إقامة مشروع الحروب الصليبيه ضد المسلمين ، وجمع أكبر عدد ممكن للمشاركة فيها بل أراد أن تتولي البابوية هذا المشروع الكبير لفرض سيادتها على الجميع، لذلك أستغل البابا اوربان الثاني فرصة انعقاد المجمع الديني الذي عقد لمناقشة الأمور الكنيسة لتنفيذ هذا الهدف فألقي خطبة طويلة دعا فيها المسحيين جميعا للاتحاد لاستخلاص الأراضي المقدسة من المسلمين
واستخدم أسلوب لاعب جذاب لوصف ما تعانيه الأراضي المقدسة و المسحيين بسبب سيطرة المسلمين عليهم .
ثم وجدت الدعوة استجابة كبيرة وسريعة من الحاضرين وكان مكان التجمع القسطنطينية
°الدعوة للحملة الصليبية الأولي :
حملة العامة : وهم من الشعب وهو رجل متقدم بالسن يسمي بطرس الماسك كان قد حاول في العام الماضي الحج الي الأراضي المقدسة فاعترض طريقة المسلمون فعاد دون أن يحقق هدفه وترك ذلك أثرا سيئا في نفسه ، وأما سمع عن تجهيز لحرب المسلمين تحمس لهذه الفكرة، وقام بالدعاية للحرب ضد المسلمين ، وجذب إليه ألوف من العامة والفقراء وقادهم الي الأراضي البيزنطية دون الانتظار لجيوش الحملة المنظمة ، وكانت هذه الجيوش ينقصها الخبرة ، ولما وصلوا الي الأراضي القسطنطينية سمح لهم الإمبراطور بالإقامة تجنبا أسرهم بعد أن أدرك عدم خبرتهم ، ولكنهم لم ينتظروا وصول الجيوش الصليبية وانضم إليهم وولتر المفلس واستطاع المسلمين أن يهزموهم وقتل معظمهم منهم وولتر وعاد بطرس الناسك.
°حملة الأمراء : تكونت من عدة جيوش تميزت كلها بالتنظيم والتسليح الجيد والخبرة العسكرية ،كان تحت قيادة .
1-جودفري بوايون ، بلدوين
2- بوهيموند النورماني، تنكريد
3- ريموند كونت تولوز
4- هيوكونت فيرماندونيس
5-روبرت النورماني، ستيفن ، روبرت الثاني وكلهم خلفوا بالولاء والتبعية للامبراطور البيزنطي فسمح لهم بعبور جيوشهم
خط سير الحملة:-
تجمعت القوات الصليبية على الشاطئ الآسيوي وقد تم الاتفاق على أن يبدأ الهجوم علي
١- مدينة نيقية عاصمة السلاجقة لذلك زحف السلبي ن إليها وقد كانت تحت حكم السلطان قلج أرسلان وقد كان متغيبا عن عاصمته وقت زحف الصليبيون إليها ويبدو أنه لم يقدر خطر الصليبيون الذين كان علي علم يتقدمهم نحو بلاده ، وكان مطمئن أن هذه الحملة لم تنجح بدليل أنه ترك زوجته وأولاده وأمواله وقد حاصر الصلبيون المدينة فأرسل السلطان جزءا من قواته للدفاع عن المدينة غير أن هذه القوة عجزت عن اختراق المدينة فانتظر وصول الجيش السلجوقي ، الذي عقد هدنة مع منافسة فبادر بالهجوم علي الصلبيون وحدثت بينهما معركة قتل فيها الكثير ، ثم انسحبت قوات المسلمين، ثم شدد الصلبيون الحصار علي نيقية ومنع نفاذ المؤن إليها عن طريق البحيرة المجاورة لنيقية ، ومن ثم عادت نيقية الي الإمبراطورية البيزنطية
٢- مدينة قونية تقدم الصلبيون إليها ، واعد السلطان قلج أرسلان قواته واستعان ببقية الاتراك لمساعدته ، وكان جيش بوهيموند قد عسكر بقواته بالقرب من ضورليوم انتظارا لبقية الجيوش ، وأمرهم أن لا يبدأ بالهجوم حتي وصول بقية الجيوش ،لكن تسرع رجاله نحو السلاجقه ودارت المعركة ، أدت إلي مقتل عدد كبير من الصلبيون وانتصار المسلمين عليهم ،لكن سرعان ما تحولت لصالح الصلبيون بعد وصول بقية القوات مما اضطر المسلمون الي الانسحاب تاركين ورائهم معسكرهم ، وبذلك انتصر الصلبيون.
٣- مدينة هرقليا اتجهوا إليها ولم يجدوا صعوبة في الاستيلاء عليها بعد انسحاب جيش السلاجقه ،لذلك سقطت في أيديهم
٤- كان الجيش الرئيسي بقيادة جودفري اتجه الي الشمال الشرقي للاستيلاء علي مدينة ( قيصرية، كوهانا، كوكسون، مرعش) وقد سقطت كل هذه المدن تحت أيديهم التعاطف أهلها معهم فقد اعتبروهم منفذين لهم وحماة المسيحية
ثم واصلوا نحو بلاده الشام الي وادي أنطاكية الي جسر الحديد ، تاني الصلبيون كثيرا أثناء زحفهم فالمنطقة يكتنفها الجبال والمنحدرات والطرق غير ممهده ، كل ذلك أدي الي فقدان عدد كبير منهم ، ورغم ذلك كانوا يتمتعون بروح معنوية وحماسه دينية كبيرة مما شجعهم علي مواصلة الزحف الي الأراضي المقدسة.
°سقوط بيت المقدس في يد الصلبيون:-
واصل الصلبيون بقيادة ريموند كونت تولوز الزحف الي بيت المقدس عبر الطريق الداخلي ، ثم اتجه الي الطريق الساحلي وذلك للحصول علي الإمدادات عبر الموانئ البحرية فعبر ا نهر الكلب الي شمال بيروت ، ثم واصلوا زحفهم فاتخذوا الطريق الداخلي لبيت المقدس ، فاستولوا علي مدينة الرملة التي تقع في قلب الأراضي المقدسة ، وقاموا بتعيين حاكما عليها ، ثم استولوا علي قلعة اللد ، ومدينة بيت لحم .
اتجه الصلبيون الي بيت المقدس في السابع من يونيو ١٠٩٩، وكان عدد الجيش أربعين ألفا وكان افتخار حاكم المدينة قد أعد نفسه لمواجهتهم ، فقام بإخراج المسحيين وحصن المدينة وقوي أسوارها وحشدها بالحاميات والمؤن ، كما أفسد العيون والابار حول المدينة .
ثم قرر الصلبيون الهجوم علي المدينة من جهة الشمال فرتبوا الأمر علي أن تمتد صفوفهم من باب القديس استيفن المواجه للناحية الشمالية حتي الباب الموجود أسفل برج داوود وقد طالت مدة حصار المدينة ما يقرب من أربعين يوما فقد استعصت عليهم المدينة واشتدت درجة الحرارة وعاني القواد من عدم توافر الآلات الخاصه بالحصار .
لكن الصلبيون استغلوا فرصة وصول بعض السفن الي يافا التي تحمل الإمدادات لهم ، ثم بدأو في الهجوم علي المدينة ، فاشتد الهجوم ونجح الصلبيون في وضع الابراج الخشبية علي أسوار المدينة واعتلوها وتمكنوا من اقتحام المدينة فاندفعوا داخل المدينة نحو المسلمين فتعقبهم الصلبيون وأعملوا فيهم القتل والذبح حتي أحدثوا مذبحة مروعة قتلوا فيها أكثر من سبعين ألف مسلم ، ولم يسلم منهم حتي من احتمي بالمسجد الاقصي فقد اقتحموه ولم يراعوا له حرمه ، وقد اعترف مؤرخو الصلبيون أنها كانت مذبحة رهيبة فاض المعبد كله بدماء المسلمين ولم ينجوا من القتل احد.
_____________
وفاء الغزالي ، العلاقات بين الشرق والغرب ، ص ١٧-٤٢, ٦٦-٧٩