°اسامة بن زيد°
بقلم / رضوي معطي
°هو أسامة بن زيد بن حارثه ، حب رسول الله ،وابن حبه ،وزيد بن حارثه هو الصحابي الوحيد الذي ذكر اسمه في القرآن الكريم يقول الله تعالى في سورة الأحزاب (آية:37) {... فلما قضى زيد منها وطرا زوجناكها..}
°ولد من ابوين كريمين لهما صلة مباشرة بالبني (صلى الله عليه وسلم) فأبوه مولى رسول الله وغلامه ،وابنه بالتبني قبل تحريم التبني في الإسلام ،فكان يقال له :زيد بن محمد وظل يدعى كذلك حتى بعد البعثه النبوية إلى أن أبطل الإسلام التبني .
بقوله عزوجل :((وماجعل أدعياءكم أبناءكم )) ((ادعوهم لآبائهم ،هو أقسط عند الله )) فأصبح يدعى : زيد بن حارثة .
وبه يظهر أن أبا أسامه كان من أحب الناس إلى قلب النبي.
°ولد أسامه سنة 9ه ،وتوفي سنة 54ه، وقد فرح المسلمون بولادته ،لفرح النبي بذلك ،لأن أباه زيد أحب الناس إليه بعد الإسلام ،ومن أول الناس إسلاما، عاش مع النبي ،وولد له "أسامة " بمكة ونشأ في ظل النبوة ،وترعرع وادرك في بيت النبي وفي رعايته وتربيته ،فآمن بالإسلام منذ صغره ،ولم يعرف إلا الإسلام دينا خالصا لله تعالى ،ولم يدن بغير الإسلام عقيدة وعملا وسلوكا ،وتربى على أنه جندي للإسلام ،يضحي بكل شئ في سبيل عقيدته التي آمن بها ،وهاجر مع أبيه إلى المدينة ،وتقلب في اجواء الوحي والتنزيل القرآني ،وكان رسول الله يحبه حبا شديدا ،وكان عنده كبعض أهله.
°تربية عالية كهذه ،ونشأة إسلامية صرفه ،كفيلان بتكوين نفس على أحسن مايريد الإسلام ،كل ذلك كان إرهاصا ليصبح أسامة أحد مشاهير قادة الإسلام.
قد كان النبي (صلى الله عليه وسلم) على فخذه ،ويقعد الحسن على الفخذ الآخر ،ويقول :((اللهم ارحمهما ،فإني ارحمهما )) او (( اللهم احبهما فإني احبهما ))
°تميز أسامة بفضائل جمعت بين خيري الدنيا والآخره ،فهو عف اللسان ،جرئ في الحق ،سابق إلى الإسلام والخيرات ،تقي ورع زاهد.
°كان من انضج ثمار تربية أسامة في بيت النبوة إعداده الحربي وتوثبه للجهاد في سبيل الله ،وتطبعه للقاء العدو صغيرا أو كبيرا فكان أسامه مثلا أعلى للشجاعة الناظرة ،والإقدام والجرأة ،والإخلاص في سبيل مبدأ الإسلام ،سواء أكان جنديا عاديا أم قائدا فتى مظفرا ،وهو دون العشرين من العمر.
°بوأه كل ذلك ليكون موضع ثقة النبي (صلى الله عليه وسلم )،وأحد مستشاريه .
فاستشاره النبي في قضية حادثة الإفك ، كما استشار عليا (رضي الله عنه) فأثنى أسامة على عائشة خيرا ،ثم قال (يارسول الله ،أهلك ،ولا نعلم منهم إلا خيرا ،وهذا الكذب والباطل).
°ابرز مواقف جهاد أسامه :-
°في معركة أحد سنة 3ه:
جاء أسامة وهو في سن 14إلى النبي (صلى الله عليه وسلم) يوم أحد ،مع فتيان الصحب الكرام ،فأجاز النبي من كان في سن 15،ورد رسول الله (صلى الله عليه وسلم)أسامة بن زيد
،فتألم أسامة ،ورجع وعيناه تدمعان ألا يجاهد مع رسول الله ( صل الله عليه وسلم).
°في غزوة الخندق سنة 5ه:-
في هذه الغزوة تكررت محاولة أسامة مع نفر من الصحابة للمشاركة في الجهاد ، وجعل يرفع قامته ليجيزه رسول الله ،فرق له النبي ،وأجازه بعد ان بلغ 15سنه.
°اشترك أسامة في غزوة مؤته سنة 8ه :
ضد الروم في قرية بالشام ،بعد استشهاد أبيه .
°ويوم حنين سنه8ه
ثبت أسامة مع رسول الله ((صل الله عليه وسلم))مع من ثبتوا حين انهزم المسلمون ،وبهذا الثبات والدفاع المستميت تحقق النصر المؤزر للمسلمين .
° بعث أسامة سنة 11ه لأخذ الثأر وقتال الروم :-
تابع الروم اعتداءاتهم على المسلمين بعد غزوة مؤته.
فبعد حجة الوداع التي حجها النبي (صلى الله عليه وسلم) جهز جيشا إلى الشام وجعل قائده أسامة بن زيد .
°اشتد انتقاد المنافقين قيادة أسامة وأكثروا في تأميره ،حتي بلغ الخبر النبي( صلى الله عليه وسلم) ،وخرج عاصبا رأسه من الصداع ،واهتم لذلك الأمر ،وقال:قد بلغني أن أقواما يقولون في إمرة أسامة ،ولعمري لئن قالوا في إمارته ،لقد قالوا في إمارة أبيه من قبله ،ولئن كان أبون لخليقا لها ،وانه لها لخليق ،فأنفذوا بعث أسامة.
°وقد استفيد من تجارب أسامة الحربية ،فوجهه ابو بكر عقب عودته من الشام لقتال المرتدين في اليمامه في اثر خالد بن الوليد ،فلحق به وشاركه في القتال حتي النصر .
ويروى أن عمر (رضي الله عنه) لم يلق أسامة قط إلا قال :السلام عليك أيها الأمير ورحمة الله وبركاته ،أمير أمره رسول الله ،ثم لم ينزعه ،حتى مات .
°ولقد اثبت أسامة في قيادة جيشه إلى الشام انه ذو جلد تحمل المشاق ،وذو شجاعة فائقة ،وعقيدة راسخه ،وعقلية راجحة متبصرة بالاحداث والنتائج ،مما اكسبه سمعة عالية ،وصيتا وشهرة كبيرة بين الصحابة ،فقدروه وأحبوه ولمسوا بأنفسهم مدى إصابة الحق في اخيار النبي له للإمارة .
وكان عثمان (رضي الله عنه) يحب أسامة ويقربه إليه ويثق به ،وقد أرسله -حينا اشتدت عليه وطأة المعارضه- رسولا إلى البصرة ، لمعرفة أسباب الإضطراب.
اعتزل أسامة الفتن بعد قتل عثمان ،إلى أن مات في اواخر خلافة معاوية.
°فرحم الله أسامة في الخالدين ،ورضي الله عن أسامة في المجاهدين .
المصادر:-
_________
وهبه الزحيلي ،أسامة بن زيد حب رسول الله (صلى الله عليه وسلم)وابن حبه،ص 14,15,16,17,18,31,42,43,
52,61,62,63,64,65,66,67,
73,87,92,93.
عااش كويس جدا
ردحذف😊❤
حذف