*آمون*
بقلم : مريم اسماعيل
كاتبه و باحثه ف التاريخ
°آمون أي" ذو الاسم الخفي " آله الخصوبة والريح المعبود في طيبة.
°لم يستطع أحد حتى الآن معرفة كيف كان اسمه ينطق بالضبط لأن الكتابة المصرية القديمة "الهيروغليفية" كانت تستعمل الحروف الساكنة ، فكان اسمه يكتب أمن و من الممكن أنه كان ينطق "أَمِن" مع إمالة الكسر إلى الفتح.
°إن عبادة "آمون" والديانة المرتبطة به من أعقد ثيولوجيات مصر القديمة ، فقد كان إلهاً لاهوتيا ولم يكن الإله وحده خفياً، بل إن اسمه كان خفي أيضاً ، وقد كان مختلفا عن كل الآلهة المصرية الأخرى بسبب كماله المطلق ، ولم تكن قداسته مرتبطه بمكان فقد ظل منفصلاً عن الكون المخلوق وكان مرتبطا بالهواء ولهذا كان قوة خفية، مما سهل له هذا الترقي كالإله أعلى.
°اعتبر "آمون" خالقاً لنفسه ، كما كانت له القدرة على التجدد وإعادة خلق نفسه، وكانت له القدرة على تغيير هيئته فأحياناً كان يمثل في صورة " كبش ذو قرنين ملويين" وأحياناً اخري يصور في صورة " أفعى"، وفي أواخر الدولة المصرية القديمة في عصر الأسرة الثامنة عشر تمثل في صورة " إوزة"
°سهلت طبيعة "آمون" الخفية اقترانه بالآلهة الأخرى، فقد ارتبط مع "رع" اله الشمس، وتجلى "آمون" للخلق، ولهذا جمع "أمنرع" في نفسه النقيضين الإلهيين: فهو بصفته "آمون" كان خفيا وغامضا ومنفصلا عن العالم، وبصفته "رع" كان جليا وظاهراً ومانحا للحياة اليومية فقد حقق مفهوم العدل و التوازن في الكون.
°اختلف المؤرخون عن أول ظهور "لآمون" في الدولة المصرية القديمة فقد ذهب البعض إلى أن "أمون" كان إلها حديثا نسبيا في الديانة المصرية القديمة، فقد بدأت عبادته في طيبة حيث توجد أقدم معابدو التي لم توثق إلا ابتداء من الأسرة الحادية عشرة، و لكنه في الحقيقة وجد مذكورا في "متون الأهرام" التي ترجع لعصر الملك"أُوناس"، اخر ملوك الأسرة الخامسة، و التي تظهره كرمز للقوى الخالقة، ويحتمل أن عبادة أمون بدأت في "هِرموبوليس"، أو أنه في البداية كان إلها محليا لطيبة عندما كانت لا تزال بلدة صغيرة ليست ذات أهمية كبيرة.
°اشتهرت عرافة في معبد "آمون" في واحه سيوة عند الاغريق ب " عرافة أمون" لدرجة أن "الإسكندر الأكبر" ارتحل إليها بعد معركة إسّوس ليحصل على مباركتها و ليتوج ملكا على مصر و ليسمى ابنا لأمون، كما كان ملوك الأسرة الثامنة عشر يعتبرون أبناء "أمون"، وأحيانا ما ارتدوا قرني الكبش، وهكذا صور" الإسكندر" مرتديهما على العملات المضروبة.
°تمتع "آمون" بشعبية كبيرة بين الناس حيث كان ينادى بنصير الفقراء، واشهتر بأنه يحمي الضعيف من القوي، وحامي العدالة، فقد كان على من يطلب العون من آمون أن يثبت نقاءه أو أن يتطهر من ذنوبه أولاً وارتبط آمون بالملكية المصرية فقد كان الحاكم يستمد قوته من آمون بأعتباره ابناً له.
°كان "آمون" هو الإله الأوحد و الأعلى وكان الأله الآخرون صورة لقدرته حتي مع اوقات ضعف "طيبة" فقد ظل" آمون" هو المعبود الاقوى في الدولة المصرية القديمة.
المراجع : موسوعة الأساطير و الرموز الفرعونية ل روبيرت جاك تيبو، ترجمة فاطمة عبد الله ص 47.