°عين جالوت°
بقلم شيماء محمد
°سمعنا سابقا أن المغول استطاعوا في مدة قصيرة أن يستولوا على معظم أقاليم العالم الإسلامي، فاستولوا على ممتلكات الخوارزمية وحطموا قلاع الاسماعلية، وأسقطوا الخلافة العباسية، واستولوا على عاصمتها بغداد، كما استولوا على الجزيرة واخضعوا الشام بأسرة، ولم يبق أمامهم سوى مصر أخر معقل للإسلام
°موقعة عين جالوت 15رمضان 658ه/ 3 سبتمبر 1260
°خطط المغول للاستيلاء على مصر، لكن خلال ذلك اضطر هولاكو للعودة الي بلاده بعد أن سمع ببعض الاضطرابات، وترك عشرة آلاف مقاتل مع قائده كتبوغا، لأتمام هذا المشروع، وقبل أن يغادر الشام أرسل رساله الي السلطان قطز في مصر تتضمن معاني التهديد والوعيد، ويدعوه فيها الي الاستسلام وتقديم فروض الطاعة والولاء للمغول.
°تولي قطز الحكم في ظروف قاسية، وكان عليه ان يتصدي لخطر المغول الزاحف بعد أن عجز الشرق كله عن التصدي لهم.
لذلك عمل علي جمع الكلمة وتوحيد الصفوف بين المسلمين في مصر والشام.
~كان قطز سياسيا حكيما وقائدا محنكا، وحرص منذ ان تولي الحكم علي رفع الروح المعنوية لهؤلاء الامراء ودعوتهم الي الاتحاد في سبيل القضاء على العدو المشترك، ونجح قطز في تشجيع أمراء الشام للانضمام الي مصر، وتوحيد الجيوش معا لصد الغزاة المغول، فاستجابوا له مما شجع قطز علي مواصلة جهودة الرامية الي التصدي للمغول وقهرهم.
°استدعي قطز الامراء وشاورهم في أمر الرسل الذين أرسلهم هولاكو، ومايحملونه من أوامر، فتوصلوا الي اتفاق يقضي بأن الموت أهون عليهم من أم تخضع مصر للمغول، كما ان الظروف قد أصبحت مهيئة لهم بعد أن عرفوا بمغادرة هولاكو مع أغلبية جيشة بالاضافة الي توتر العلاقة بين المغول والصلبيين قد توترت، لذلك أمر قطز بقتل رسل المغول، واستعد للقتال.
°كانت الخطة التي رسمها السلطان قطز لقائده بيبرس تتلخص في أن يزحف بجيوشه لاستطلاع أخبار المغول ودراسة موقفهم وخططهم، وهذه الخطه كانت تخالف ما عرفة العرب واعتادوا عليه لانهم كانوا يكتفون بتقوية الحصون والدفاع عن المدينة، أما خطة قطز فكانت الهجوم علي العدو أفضل من الدفاع.
°وعلى هذا تقدمت طلائع الجيش تحت قيادة بيبرس قاصدين فلسطين، وكان المغول قد احتلوا غزة، وتركوا بها حامية صغيرة، فقاتلها بيبرس وهزمها، وسمح الصلبيون للجيش الاسلامي بعبور أراضيهم، لأنهم كانوا يخشون سيطرة المغول.
ويذكر أن السلطان قطز قاد جيشه علي الطريق الساحلي وعسكر في الحدائق الواقعة خارج عكا عدة أيام، لاشك أن السماح للجيش المصري باتخاذ الطريق الساحلي الذي كان في يد الصلبيين، كان عمل كبير أتاح الفرصة للمسلمين للقاء المغول وهم علي أتم الاستعداد، ورفع روحهم المعنوية، فضلا عن كثرة عدد جيوش المسلمين بالنسبة الي جيش المغول.
°عندما علم القائد كتبوغا بهزيمة الحامية المغولية في غزة، قاد جيشة مدفوعا بالانتقام، وواثقا بنصر المغول، لأن المغول لايمكن أن يهزموا، والتقي مع الجيش الإسلامي في موقعة عين جالوت 658ه/1260م، ودارت المعركة التي ابدى فيها قطز كثيرا من الذكاء، فقد ادرك تفوق عدد جيشه، لذا أخفى قواته الرئيسية في التلال الغربية، ولم يظهر إلا مقدمة جيشه التي قادها بيبرس، فظن المغول أن هذا هو الجيش بالكامل، فحمل كتبوغا بكل رجاله عليهم، فتقهقر المسلمون ليطعموا المغول فيهم، وقد أحاطت بهم قوات المسلمين من كل ناحية، وحملوا عليهم حملة واحدة وقاتلوهم بشجاعة وقاد قكز الهجوم بنفسه وأبلي بلاءا حسنا، فانهزم المغول هزيمة منكرة لاول مرة في تاريخهم.
فؤاد عبد المعطي الصياد، المغول في التاريخ، ص289
بالتوفيق دايما
ردحذف