"المومياء الحامل"
°بقلم بسمة أشرف عبدالرازق.
-كاتبة وباحثة في الآثار المصرية، وعضو بفريق رواق لنشر الثقافة الأثرية.
°أهلا بيك عزيزي القاريء؛ موضوعنا أنهاردا عن مومياء أبهرت كل مكتشفيها بعد فحصها، وصنعت ضجة كبيرة في الأوساط الإعلامية، وخصوصا الغربية، فما قصة المومياء الحامل؟؟
°فالكل معتاد على رؤية الشكل الطبيعي للمومياوات الموجودة في المتاحف والمقابر الفرعونية، ولكن وجود مومياء لسيدة حامل تم تحنيطها هى وطفلها بهذه البراعة، فبتأكيد كان شيئًا غريبا وغير معتاد بالنسبة لأكتشافات الحضارة المصرية القديمة؛فالتحنيط هنا لم يتم لشخص واحد فقط، ولكن لشخصين في جسد واحد ،وهذا دليل قوي لبراعة المصريين في علم التحنيط والتشريح .
°فيا تري مين هيا صاحبة هذه المومياء؟؟ ؛ ولماذا المحنطين تركوا الطفل داخل المومياء؟! ؛ وما هوا السر الذي تسبب في وفاة هذه السيدة الحامل الذي ظهر أثناء الفحص المومياء؟
°فتابعوا معايا للنهاية لكي نعرف سر هذه المومياء....
°في البداية نقول مومياء المرأة الحامل تم أكتشافها لأول مرة في القرن التاسع عشر وبالتحديد في وادي الملوك بالأقصر، ويرجع تاريخ المومياء للقرن الأول قبل الميلاد "في فترة حكم الملكة كليوباترا لمصر" ، وكانت مصر في هذه الفترة عبارة عن شعلة من النشاط.
°ويعتقد أن مومياء المرأة الحامل كانت لسيدة كان لها مكانة إجتماعية كبيرة في مصر؛ ولكن من المؤسف أن هذه المومياء لم تظل وقت كبير في مصر، وسبب لعدم بقائها :كان في فترة القرن التاسع عشر والعشرين تم تهريب العديد من الآثار المصرية للخارج سواء كانت بطرق شرعية أو غير شرعية.
°وتم التبرع بالمومياء لأول مرة سنة 1826 إلي جامعة وارسو في بولندا؛ وأنتقلت المومياء بعدها من الجامعة إلى متحف وارسو سنة 1917 ليتم عرضها هناك.
°ولكن في بداية الأمر والمثير لدهشة إن المومياء قبل أن يتم فحصها كان يعتقد أنها لذكر وليس لأنثي، وهذا يرجع لنقوش الموجودة علي التابوت الذي وضعت فيه مومياء السيدة الحامل، كان التابوت لكاهن، وهذا الأمر يؤكد لنا أن هذه المومياء خرجت من مصر بطريقة غير شرعية.
°وفي سنة 2015 بدأ الباحثون البالنديون في مشروع أطلق عليه مشروع مومياوات وارسو لفحص عدة مومياوات بإستخدام تكنولوچيا حديثة.
°وبالنظر في صور الأشعة المقطعية تمت ملاحظة قدم صغيرة في رحم المومياء المحنطة، وتبين أنها كانت في الشهر السابع من الحمل بعد قياس محيط رأس الجنين؛ ووجدا أيضًا أن المومياء لفتاة يتراوح عمرها تقريبًا من عشرين لثلاثين عاما.
#وتوفيت خلال القرن الأول من الميلاد لأسباب غير معروفة.
°ولكن الباحثين البولنديين ظهر عليهم علامات التعجب والدهشة؛ وهذا لسببين مهمين وهما :
-أول شيء أن المعروف عن الحضارة المصرية القديمة أنه أثناء عملية التحنيط بينتزع المحنطين أحشاء المتوفي خارج جسده، ويتم تحنيطها والأحتفاظ بهذه بها في إناء بشكل منفصل، وهذا يعني أن جسد المومياء يكون خاليا تماما من الأحشاء، ولكن من الغريب أنهم وجدوا داخلها أربع حزم ومن الواضح جدا أنهم لأحشائها .
-وثاني شئ أنهم وجدوا الجنين داخل الرحم ولم يخرجوه وحنطوه بشكل منفصل تماما عن جسد أمه، كما كانوا يفعلوا للأطفال المتوفية وهي مولوده.
°ومن هنا بدأ يدور في ذهن الباحثين البولنديين سؤالين مهمين جدا وهما :
-1-لماذا ترك المحنطين أحشاء المومياء داخل جسدها ولم يضعوها في أواني كنوبية؟؟!!
-2-ولماذا لم يحنطوا الجنين بشكل منفصل خارج عن جسد أمه؟!
-فالإجابة عن السؤال الأول يجاوب عليها الباحثيين المصريين ويقولوا إنه أمر طبيعي جدا ،وهذا لأختلاف أسلوب التحنيط في العصر البطلمي والعصور ما قبل الأسرة 21.
-والإجابة عن السؤال الثاني، فالباحثين البولنديين يقترحوا أن الجنين لم يتم إصتأصاله من رحم المومياء وتحنيطه بشكل مستقل لعدة أسباب.
°فالسبب الأول قد يكون لمعتقد ديني وهو أن الطفل لم يكن لديه روح لعدم إنجابه من الأساس، وبالتالي تحنيطه داخل رحم أمه يكون أكثر أمان له في العالم الآخر، ولكن من رأيي أن هذا الأعتقاد جايز يكون خاطئ بنسبة كبيرة، ودا لأننا بالفعل رأينا أجنه لم تولد وتم تحنيطها بشكل منفصل مثل :أبناء المللك توت عنخ آمون.
°أما السبب الثاني الذي يرجحه الباحثون البولنديين أنه جايز من الصعب علي المحنطين إزالة الجنين من رحم أمه لكي لا يسبب أضرار في جسد المومياء؛ ومن الممكن أيضًا أن عملية التحنيط تكون قد تمت في عجاله في وقتها .
°وهل هذه المومياء هي أول مومياء حامل يتم أكتشافها في التاريخ؟؟
-الدكتور زاهي حواس ينفي هذا الكلام، ويقول أن الكشف طبيعي جدا، وليست هي الحالة الأولى علي الإطلاق التي أكتشف فيها مومياء حامل، وأول حالة تم أكتشافها عام 2010، وبالتحديد في مقابر عمال بناة الأهرام،وكانت هذه الحالة عبارة عن هيكل عظمي لقزمة يعود تاريخها لحوالي 4600 سنة؛ وأيضًا قالت خبيرة المومياوات د/رانيا أحمد علي: أنها ليست المرة الأولي، لأن كان في بعثة إيطالية سنة 2018م في كوم أمبو في أسوان، عثروا علي هيكل عظمي، والجنين كان بمنطقه الحوض لمرأة علي وشك الولادة، كان عمرها 25 عام.
°أطلق باحثو المشروع عليها "السيدة الغامضة للمتحف الوطني في وارسو، بسبب الروايات المتضاربة حول أصولها؛ وبكدا نقول أن دي أشهر مومياء حامل في2021 .
°وها قد أنهيت حديثي عن قصة المومياء الحامل.
-كانت معكم الكاتبه/بسمة أشرف عبدالرازق.