نعيم بن مسعود
الصحابي الجليل
( الذي نصر الله به جيشا بأكمله)
بقلم 🖋️ رضوى معطي
ماذا تعرف عن الصحابي الجليل (نعيم بن مسعود)؟
نعيم بن مسعود فتى يقظ الفؤاد ألمعي الذكاء ،لا تعوقه معضلة ،ولا تعجزه مشكلة .
أنه نعيم بن مسعود الذي كان في الجاهلية على صله وثيقة بيهود بني قريظه وغيرهم .
وكان يجلس في مجالسهم وكانوا يحبونه ويثقون فيه تمام الثقة .
وفي الوقت المناسب الذي قدره الله _عزوجل_ فتح الله قلب (نعيم ) للهدى ودين الحق فبدأ نعيم صفحة جديدة في يوم غزوة الأحزاب ،و أستطاع أن يسطر على جبين التاريخ صفحة لا تنسى أبداً مع مرور الأيام والليالي .
إنها صفحة ناصعة البياض ..فقد جعله الله سببا لإنقاذ الأمة المسلمة بأسرها وعلى رأسها رسول الله "صلى الله عليه وسلم "
فهذا هو نعيم بن مسعود ذلكم الفدائي البطل الذي جاء للمصطفى في وقت عصيب رهيب كادت القلوب أن تخرج من الصدور في غزوة الأحزاب .
حال النبي( صلى الله عليه وسلم) عن محاصرة جيوش المشركين للمدينة؟
أحاط المشركون بالمدينة من كل ناحية من حول الخندق وفي لحظات حرجه قاسية
نقض يهود بني قريظة العهد مع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ،وتعاهدوا مع المشركين أن يحاربوا معهم محمداً ،وهذا هو فعل اليهود وهذه هي صفة اليهود.فاليهود لا يجدون إلا الغدر ونقض العهود .
فلما بلغ الرسول صلوات الله عليه نبأ خروجهم ،جمع أصحابه وشاورهم في الأمر ،فقر قرارهم على أن يحفروا خندقا حول المدينة ليصدوا عنها هذا الزحف الكبير الذي لا طاقة لها به ،وليقف الخندق في وجه الجيش الكثيف الغازي .
حاصرت جيوش الأحزاب المدينة ،وقطعت عن أهلها الطعام والمؤنة .
فعظم الكرب على المسلمين واشتد .
وشعر الرسول صلوات الله عليه أنه وقع بين فكي العدو ...
فقريش وغطفان معسكرون قبالة المسلمين ومن خارج المدينة...
وبنو قريظة متربصون متأهبون خلف المسلمين في داخل المدينة ...
إسلام نعيم بن مسعود..؟
وفي ليله من ليالي الحصار الذي دام قريباً من عشرين يوما لجأ الرسول صلى الله عليه وسلم إلى ربه ،يدعوه دعاء المضطر ،ويكرر في دعائه قوله: ( اللهم إني أنشدك عهدك ووعدك...اللهم أنشدك عهدك ووعدك...)
بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه فيما وصف الله _عزوجل_ من الخوف والشدة ،لتظاهر عدوهم عليهم وإتيانهم إياهم من فوقهم ومن أسفل منهم .
آتي "نعيم بن مسعود" إلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقال: رسول الله ،إني قد أسلمت ،وإن قومي لم يعلموا بإسلامي ،فمرني بما شئت ،فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( إنما أنت فينا رجل واحد فخذل عنا إن إستطعت ،فإن الحرب خدعة)).
دهاء نعيم بن مسعود (رضي الله عنه) في التفريق بين صفوف الأحزاب...؟
فذهب نعيم بن مسعود إلى بني قريظة،وقال لهم : يامعشر قريظة لقد عرفتهم ودي لكم وصدقي في نصحكم .
فقالوا: نعم
فقال: إن قريشا وغطفان لهم في هذه الحرب شأن غير شأنكم .
فقالوا : كيف
فقال: أنتم هذا البلد بلدكم ،وفيه أموالكم وأبناؤكم ونساؤكم،وليس بوسعكم أن تهجروه إلى غيره....
أما قريش وغطفان ؛ فبلدهم وأموالهم وأبناؤهم ونساؤهم في غير هذا البلد ..وقد جاءوا لحرب محمد ،ودعوكم لنقض عهده ومناصرتهم عليه فأجتنبوهم .
فإن أصابوا نجاحا في قتاله اغتنموه ،وإن أخفقوا في قهره عادوا إلى بلادهم آمنين ،وتركوكم له فينتقم منكم شر انتقام .
وأنتم تعلمون أنكم لاطاقة لكم به إذا خلا بكم ...
فقالوا : صدقت ،فما الرأي عندك ؟!
فقال: الرأي عندي ألا تقاتلوا معهم حتى تأخذوا طائفة من أشرافهم وتجعلوهم رهائن عندكم ،وبذلك تحملونهم على قتال محمد معكم إلي أن تنتصروا عليه ،أو يفنى آخر منكم ومنهم ...
فقالوا : أشرت. ونصحت ..
ثم خرج من عندهم وآتى أبا سفيان قائد قريش قال له ولمن معه:يامعشر قريش ،لقد عرفتهم ودي لكم ، وعداوتي لمحمد ..
ولقد بلغني أمر فرأيت حقا علي أن أفضي به إليكم ؛ نصحت لكم على أن تكتموه ،ولا تذيعوه عني ...،فقالوا: لك ذلك .
فقال: إن بني قريظة قد ندمت على ما فعلت مع محمد ،وقالوا له : ألا يرضيك أن نأتي لك بأشرافهم فتضرب أعناقهم ،فإنهم سيطلبون منكم بعض الرجال فإن طلبوا لاتعطوهم ،فقال أبا سفيان : نعم ماقلت...
ثم ذهب إلى غطفان وقال :لهم نفس ماقال لأبي سفيان؛
لما أصبح الصبح أتى وفد من بني قريظة إلى أبي سفيان،فذكروا له بأنكم ستعودون إلى أهلكم وأنه لو ظفر محمد فإنه لن يتركنا فأعطونا رهائن من رجالكم حتى نضمن أنكم ستدافعون عنا ،فضحك أبا سفيان وعلم أن الكلام الذي قال: له نعيم بن مسعود حقيقة وصدق .
فقال: والله لن نعطيكم رجلا واحداً ،فعندما قال : أبا سفيان هذا ،علم بني قريظة أن أبا سفيان سيتركهم للنبي (صلى الله عليه وسلم ).
وهكذا نجح نعيم بن مسعود في تمزيق صفوف الأحزاب ،وتفريق كلمتهم ...وأرسل الله على قريش وأخلافها ريحا صرصرا عاتبة، جعلت تقتلع خيامهم ،وتقلب قدورهم ،وتطفئ نيرانهم ،فلم يجدوا مفرا من الرحيل ...فرحلوا تحت جنح الظلام ...
ولما أصبح المسلمون؛وجدوا أعداء الله ولوا مدبرين جعلوا يهتفون : الحمد لله الذي نصر عبده ...
واعز جنده ...
وهزم الأحزاب وحده...
علم أبي سفيان بأن نعيم بن مسعود انضم لجيوش المسلمين..؟
ظل نعيم بن مسعود بعد ذلك موضع ثقة ( رسول الله صلى الله عليه وسلم).
فولي له الأعمال ،ونهض له بالأعباء ،وحمل بين يديه الرايات .
فلما كان يوم فتح مكة،وقف أبو سفيان بن حرب يستعرض جيوش المسلمين ؛ فرأى رجلا يحمل راية"غطفان" فقال لمن معه :
من هذا ؟!
فقالوا : نعيم بن مسعود ..
فقال: بئس ما صنع بنا يوم الخندق..
والله لقد كان أشد الناس عداوة لمحمد ...
وها هو ذا يحمل راية قومه بين يديه ...
ويمضي لحربنا تحت لوائه..
المصدر :-
__________
*صور من حياة الصحابة
* أصحاب الرسول ((صلى الله عليه وسلم))