"السجاد"
بقلم:- نهال ابراهيم
كاتبة وباحثة في الآثار وعضو بجريدة الاثريون الإخبارية.
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاه والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم اما بعد.......
السجاد هو النسيج الوبري المعقود والمحلوق ومن الثابت أن أقدم ما عثر عليه من سجاجيد ولا يزال موجوداً هو قطع عثر عليها في مسجد علاء الدين بمدينة قونية في آسيا الصغري ويرجع الي عصر السلاجقة في القرن 7ه/13م.
وقد أطلق المؤرخون علي السجاد عدة مسميات فعرفوه بالطنافس أو البسط أو الزولية في بلاد العراق أو الزربية في بلاد المغرب كما كانت تعرف بالفرش اي انها تفرش علي الأرض.
ومن الثابت أن صناعة السجاد قد دخلت الي آسيا الصغري علي ايدي السلاجقة الذين حذقوها في مواطنهم الأصلية كما زاولوها في إيران عندما فتحوها واستقروا بها قبل مجيئهم إلي الأناضول وقيام دولة سلاجقة الروم علي أيديهم ويري البعض أن معرفة أهل تلك المناطق لصناعة السجاد كانت محاولة منهم لتقليد فراء الحيوانات نظراً لشدة البرودة في بلادهم مما يتطلب وجود أنواع من الابسطة الصوفية السميكة تساعدهم في تجنب ذلك.
ولقد توفرت البيئة الطبيعية في الأناضول حيث ساعدت علي قيام صناعة السجاد وتطورها بفضل توفر المادة الخام وهي الصوف من الأغنام والماعز المنتشرة في مراعي سفوح مرتفعات الأناضول وكذلك توافر احسن مواد الصباغة الطبيعية النباتية والحيوانية كاللون الاحمر من نبات الفوة ومن دودة القز واللون الأصفر من شجرة الكركم ومن زهرة الزعفران والازرق من نبات النيلة وغيرها كما امدتهم البيئة في تلك المنطقة بالمياه الجارية الخالية من الأملاح التي كانت تساعد في تكوين الألوان للصباغ وتثبيتها.