فرديناند الأول

بقلم: نوال طارق

فرديناند الأول امبراطور الأمبراطورية الرومانية المقدسة.

وهو أول دوق للنمسا في الفترة من 1521 إلى 1564•

حكم كأرشيدوق للنمسا تابعًا لأخيه شارل الخامس الإمبراطور الروماني المقدس الذي أعتزل سنة 1556 لصالح كل من إبنه فيليب ليغدو ملكاً لإسبانيا وأخيه فرديناند ليغدو إمبراطور رومانياً.

أصبح فرديناند ملك قشتالة وبعد وفاة أبيه بعامين اصبح ملكاً على ليون وجليقية وأشتوريش.

كان فرديناند الأول من أعظم ملوك اسبانيا وقد ظفر في جميع الحروب التي خاضها وأرغم أمراء طليطلة وإشبيلية وبطليوس على الخضوع ودفع الجزية.

لم يكن فرديناند في حروبه مع ملوك ليون وناڤارا وأراجون ظافراً فقط ولكن الحظ حالفه حتي قتل الثلاثة في الحروب التي خسروها واستأثر هو وحده باجتناء ثمرات النصر.

ولم يكن ثمة ريب في أن الأمراء المسلمين الذين أرغموا على أداء الجزية كانوا يعتبرون من أتباعه.

كان فرديناند يسعي في أواخر حياته لحملهما على أداء الجزية.

ومما يدل على ذلك اتخاذ فرديناند لقب ((القيصر)) وذلك عقب انتصاره على أخيه جارسيا منذ سنة 1056 على الأقل وكان يرمي بذلك بالاخص إلى معارضة دعاوي القيصر هنري الثالث امبراطور الدولة الرومانية المقدسة.

في سنة 1064 قبل وفاته بعام استدعي في ليون مجلساً للشوري وفيه قرر بموافقة الأساقفة وكبراء المملكة أن يقسم أراضيه بين أبنائه الثلاثة.

اختص سانشو أكبرهم بقشتالة والسيادة على المسلمين.

واختص ألفونسو بليون واستوريش وحق الجزية الثانوية التي يؤديها صاحب طليطة.

واختص أصغرهم جارسيا بجليقية والبرتغال الذين ضما إلي مملكة واحدة.

وأسند حق الاشراف على الأديار  في جميع المملكة الي ابنتيه اختصت أوراكا بمدينة سموره (زامورا)•

واختصت إلڤيرا بمدينة تورو وأماكن أخري على دويرة.

وكان عصر فرديناند يحمل طابع بصورة قوية.

ففي ميدان الحرب يبدو فارساً أكثر منه ملكاً، وفي شئون الدولة نري البعض الشخصي أو الحب يملي أهم القرارات.

وكان عقب المعارك التي يخوضها مع المسلمين من غير رأفة ولا إنسانية، يبادر فيلقي أمام هياكل الكنائس والأديار بالهبات الثمينة.

وكانت تحمل من أن لآخر نزعة من التقي والزهد والورع، فيلجأ الي دير ساهاجون، وهناك يشاطر الرهبان حياتهم دون فارق ويضع نفسه تحت طاعة كبراء الدير.

*المرجع:

تاريخ الاندلس في عهد المرابطين والموحدين

تأليف: يوسف أشباخ

ترجمة وتعليق: محمد عبدالله عنان