" السلطان سليم القانوني "
بقلم ✍️ شيماء شكري
°ولد سليمان القانوني ف مدينة (طرابزون) كان والده آنذاك كوواليا عليها ، أهتم به والده اهتماماً عظيما ، فنشأ محبا للعلم والأدب والعلماء والأدباء والفقهاء ، واشتهر منذ شبابه بالجدية والوقار ، أرتقي عرش السلطنة ف السادسة والعشرين من عمره وكان متأنيا ف جميع شئونه ولا يتعجل ف الأعمال التي يريد تنفيذها ، بل كان يفكر بعمق ثم يقرر وإذا اتخذ قرارا لا يرجع عنه .
° أولا: الفتن التي واجهته ف بداية حكمه :_
ابتلي سليمان ف السنوات الأولي ف عهده بأربعة تمردات شغلته عن حركة الجهاد ، حيث ظن الولاة الطموحون أن فرصة الإستقلال بأقاليمهم حان وقتها ، فقام جان بردى الغزالي والي الشام بتمرد على الدولة وأعلن العصيان عليها وحاول أن يستولي على حلب إلا أنه فشل ف ذلك وأمر السلطان سليمان بقمع الفتنه فقمعت وقطعت رأس المتمرد جان بردى وأرسل إلى استانبول دلالة ع انتهاء التمرد .
°وأما التمرد الثانى فقد قام به أحمد شاه ف مصر وكان هذا عام ( ٩٣٠ه / ١٥٢٤م ) وكان هذا الباشا طامعاً ف منصب الصدر الأعظم ولم يفلح ف تحقيق هدفه ، وطلب من السلطان أن يعينه واليا ع مصر فعينه ، وما أن وصل إلي مصر حتى حاول استمالة الناس وأعلن نفسه سلطانا مستقلا إلا أن أهل الشرع وجنود الدولة العثمانية من الانكشارية قامو ضد الوالى المتمرد وقتلوه وظل إسمه ف كتب التاريخ مقرونا بإسم الخائن .
° والتمرد الثالث ضد خليفة المسلمين هو تمرد شيعي رافضي قام به بابا ذو النون عام ١٥٢٦م ف منطقة يوزغاد حيث جمع هذا البابا مابين ثلاثة آلاف وأربعة آلاف ثائر وفرض الخراج على المنطقه ، وقويت حركته حتى أنه استطاع هزيمة بعض القواد العثمانيين الذين توجهوا لقمع حركته ، وانتهت فتنة الشيعة هذه بهزيمة بابا ذو النون وأرسل رأسه إلي استانبول .
ثانيا : فتح رودس :_
كانت رودس جزيرة مشاكسة
إذ كانت حصنا حصينا لفرسان القديس يوحنا الذين كانوا يقطعون طريق الحجاج المسلمين الأتراك إلي الحجاز ، فضلا عن أعمالهم العدوانية الموجهه لخطوط المواصلات البحرية العثمانية ؛ فاهتم السلطان سليمان يفتحها وأعد حملة عظيمة ساعده على تحقيق عدة أمور :_
١_ انشغال أوروبا بالحرب الكبري بين شارل الخامس امبراطور الدولة الرومانية المقدسة وفرانسو ملك فرنسا .
٢_عقد الصلح بين الدولة العثمانية والبندقية .
٣_نمو البحرية العثمانية على عهد سليم الأول .
وشن سليمان القانوني حرباً كبيرة ضد رودس ابتداء من منتصف عام ١٥٢٢م ، وفتحها واعطى للفرسان حق الانتقال منها ، فذهبو إلي (مالطه) وهناك أعطاهم (شارل كنت) حق حكم هذه الجزيرة .
ثالثا: قتال المجر وحصار فينا :_
كان ملك المجر (فيلاديسلاف الثاني جاجليو) قد عزم على فك أي تعهدات كانت قد أعطيت من قبل أسلافه لسلاطين الدولة العثمانية ، وذهب إلي حد قتل مبعوث السلطان سليمان إليه ، وكان المبعوث يطالب بالجزية السنوية ، ولهذا رد سليمان ف عام ١٥٢١م بغزوة ضد المجر ، ولكن استمرت المعارك حتى أحرز الاتراك انتصارهم الكبير ف موقعة موهاكس عام ١٥٢٦م ، على أن أبرز حدث تاريخي ف السياسة الخارجية العثمانية ف عهد سليمان القانوني هو علاقته مع فرانسو تلك العلاقة التي تحولت إلي محالفة .
رابعا: سياسة التقارب العثماني الفرنسي :_
كان عهد السلطان سليمان القانوني يمثل رأس الهرم بالنسبة لقوة الدولة العثمانية ومكانتها بين دول العالم آنذاك ، ويعتبر عصر السلطان سليمان هو العصر الذهبي للدولة العثمانية ، حيث شهدت سنوات حكمه من ٩٢٦:٩٧٢ه ، الموافق ١٥٢٠:١٥٦٦م توسعا عظيما لم يسبق له مثيل ، وأصبحت أقاليم الدولة العثمانية منتشرة ف ثلاث قارات عالمية ، وكان لهذا البروز أثره على دول العالم المعاصرة وبالأخص على دول أوروبا التي كانت تعيش انقسامات سياسية ودينية خطيرة ولهذا تنوعت مواقف الدول الأوروبية من الدولة العثمانية حسب ظروف كل
دولة وكان تشارلز الخامس ملك الامبراطورية الرومانية وكان البابا ليو العاشر منافسا للراهب الألمانى مارتن لوثر زعيم المقاومه البروتستانتية .
أعداء الإسلام من الصلبيين الحاقدين لا أحلاف ولا مواثيق لهم ف تعاملهم مع المسلمين كما يبن لنا الله ف كتابه الكريم ، وحينما تبين لهم بادرة ضعف عند المسلمين فإنهم سرعان ما يقوي ساعدهم كي يجهزو عليهم وهم ف الوقت نفسه لا يسمحون لحاكم منهم مهما كان اتجاهه ومهما اختلفت المصالح فهم جميعا يتفقون ف محاربة هذا الدين وتقتيل أهله ف كل زمان ومكان .. وفي أواخر أيام الدولة العثمانية صارت دول أوروبا النصرانية تتدخل ف شئونها تحت حماية الامتيازات ، وللدفاع عن نصاري الدولة الذين كانو يعدون رعايا للدولة الاجنبية وخاصة ف بلاد الشام .
________________
إسم الكتاب :_ الدولة العثمانية عوامل النهوض وأسباب السقوط .
إسم المؤلف :_ د/علي محمد محمد الصلابي .
عدد الصفحات :_ ٢٠٠'٢٠١'٢٠٢'٢٠٥ ص .
#رواق .
#شيماء _شكري .