جريدة أثريون Atharyon

أحمد القاضي شاب مصري مهتم بالتاريخ والاثار مدرب علي شرح التاريخ و المواقع الأثرية حاصل علي عديد من كورسات الارشاد السياحي ودورات اخري

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

الخليفة هارون الرشيدي

الخليفة هارون الرشيد.
بقلم: مريم هاشم.
كاتبة وباحثة فى التاريخ الإسلامى.
°الخليفة «هارون الرشيد» أشهر خلفاء الدولة العباسية وأكثرهم ذكراً حتى فى المصادر الأجنبيه على عهد الإمبراطور شارلمان ، وهو الخليفة الذى إمتزج تاريخه فى المصادر بحقائق وخيالات ، فالبعض وصفة بالتدين والورع والبعض الأخر وصفه بميله للغناء واللهو ، وبالرغم من ذالك وصِفت فترة خلافته بأنها أزهى العصور فى الدولة العباسية وترمز إلى (العصر الذهبي فى الإسلام).

° نسبه ، ومتى تولى الخلافة:
هو أبو جعفر بن محمد المهدى بن عبدالله المنصور بن محمد بن على بن عبدالله بن العباس بن عبدالمطلب ،وأمه هى ”الخيزُران الجُرشية“ أصلها يمنى وكانت من جوارى الخليفه المهدى إلا أنه أعتقها وتزوجها فأنجبت له هارون والهادى.
وقد ولد الخليفه هارون فى الرَّى من شهر ذى الحجه سنة ١٥٠ه‍.
تولى الخلافة بعهد من والده الخليفة المهدى الذى أوصى بالخلافة لأخيه ”موسي الهادي“ ثم له‍ارون من بعده .
وقد تولى الخلافة سنة ١٧٠ه‍-٧٨٦م.

°وصف الرشيد وسماته:
كان الرشيد أبيض طويل القامه ، مسمناً ، جميلاً ، مليحاً ، فصيحاً ، له نظر فى العلم والأدب ، كان يحب العلم وأهله ، ويعظم حرمات الإسلام.
كمان أنه كان من الأبطال فأفنى حياته بين الحج والغزو ، فكان يحج عاماً ويغزو عاماً حتى أنه إتخذ قلنسوة ’غطاء للرأس‘ مكتوب عليها «غاز وحاج» حيث حج تسع مرات وفى كل مره كان يصطحب معه مائة حاج على نفقتة الشخصية ، وفى الأعوام التى يغزو فيها كان يحج عنه ٣٠٠ رجل بالنفقه والكسوة الفاخرة، وكان يقود الجيوش بنفسه ،  وكان رجل دين محافظاً على التقاليد الشرعية حريص على أداء الصلاة فى وقتها ويكثر من صلاة النوافل ، فكان يصلى فى اليوم مائة ركعة ، بالإضافه إلى أنه كان يتصدق يومياً من ماله الخاص بألف درهم ، وقد أشارت المصادر إلى أنه أكثر الخلفاء بذلاً للمال ، كما إتصف بكونه رقيق القلب كثير البكاء عند سماعه الموعظة.
وكان يطوف فى الأسواق متنكراً ليعرف ما يقوله الناس عنه ؛ لأن الناس قد يخافون من صاحب السلطة العليا فلا يبلغونه بحقيقة الأمور الحادثة فى الدولة.
والصورة المتضاربه التى ظهرت فى حق الرشيد تُعد ترجمة حقيقية وانعكاساً للعصر الذى عاش فيه بحسناته وسيئاته ، وهو عصر اتسم بالعلم والحضارة واتسم أيضاً بالدسائس والمؤامرات.
وقد كان للخليفة هارون قبل توليه الخلافه إنتصارات عسكرية عديدة أحرزها للمسلمين ، كما أجبر الروم على دفع الأموال للمسلمين مقابل وقف القتال ، وقد حدث ذالك مع الإمبراطورة ”إيرين“.

والخليفة هارون هو والد كلاً من الأمين والمأمون ، فأنجب ولده الأمين عام ١٧٠ه‍ بزواجه من ابنة عمه ’زبيدة بنت جعفر‘ ، أما المأمون فولد قبل الأمين بأربعة أشهر من جارية فارسية تدعى ’مراجل‘.

فترة خلافته:
إتبع الخليفه الرشيد فى حكمه سياسة داخلية وأخرى خارجية ، أما عن سياسته الداخلية:
كان أول ما قام بهِ خطبة جامعة بين فيها سياسته فى قيادة الأمه الإسلاميه ودعا الناس إلى الطاعه والدعاء للخليفة ، وتعهد بالرأفة فى معاملة رعاياه وحفظ الأمن وصيانة حدود الدولة ، وأنه لن يتوانى فى مواجهة الأعداء.
وقام بإستكمال بناء مدينة طرسوس التى تُعد واحده من أهم الثغور الإسلامية فى مواجهة الروم وكان قد بدأ فيه الخليفه المهدى وإستكملت فى عهد الرشيد.

وفى بداية عهده واجه الرشيد عدد من الثورات كان أولها ..
ثورة رافع بن الليث فى خرسان ، لاكنها سرعان ما انتهت عندما توجه هارون الرشيد إلى خرسان عام ١٨٩ه‍.
وقامت ثورة ثانية فى سمرقند كان سببها رافع بن الليث  وعلى بن عيسى والى الخليفه على خرسان، وأثناء خروج الخليفه إلى خرسان لعزل واليه توفى فى الطريق فى
 شهر جمادى الأخر عام ١٩٣ه‍.

وكان من ضمن الثورات ، ثورة يحيي بن عبدالله العلوى:
ففى بداية تولى الرشيد للخلافه كان قد أحسن إلى العلويين وتقرب منهم ولاكن ذاك الود لم يدم فجاء عام ١٧٦ه‍ وقامت ثورة العلويين فى بلاد الديلم بقيادة يحيي العلوى فأرسل إليه الرشيد الفضل بن يحيي البرمكى الذى أقنعه بالعدول عن ثورته ، إلا أن الرشيد أودعه فى السجن خوفاً منه على سلطانه ، لاكن أطلق صراحه البرامكه دون الرجوع إلى الخليفه مما كان سبباً فى القضاء عليهم.

ومن أشهر الأحداث فى عهد الرشيد هى نكبة البرامكة ، وهى أسره فارسية عريقة دخلت الإسلام عدفى خلافة عبدالملك بن مرولن وكان لها دورها أثناء قيام الدوله العباسية ، إلى أن تم القضاء عليهم فى عهد الرشيد الذى لم يفصح عن أسبابه فى تدميرهم.

السياسة الخارجية فى عهد الرشيد:
فى سياسته الخارجيه كانت علاقة الرشيد بالإمبراطورية الرومانية الغربية بزعامة شارلمان علاقة ودية ، أما علاقته بالدولة الرومانية الشرقية فكانت علاقة عدائية دفعته إلى تحصين الثغور ، وخرج بنفسه فى عدة حملات عليهم ، حمله فى عام ١٨٩ه‍ والأخرى فى عام ١٩٠ه‍ ، أجبرهم فيها على دفع الأموال للمسلمين ، وكان حاكم دولة الروم الشرقيه فى ذالك الوقت يدعى ’نفقور‘.

حضارة بغداد فى عهد الرشيد:
من ضمن أكثر الأشياء التى برزت فى عهده هى مدينة بغداد حيث وصلت إلى قمة مجدها ، فإمتلئت بالقصور التى تكلفت أموالاً كثيرة ، بالإضافة إلى تزويدها بالأسواق والمساجد والحمامات ، حتى صارت كأنها مدن متلاصقه تبلغ الأربعين.
ومن الناحية العلمية صارت قبلة لطلاب العلم من جميع البلدان ، بالإضافه لكونها مرجع للعلوم المختلفه من الطب والهندسة وسائر الصناعات بالإضافة إلى العلوم الشرعية.

ولاية العهد:
اتبع الخليفه الرشيد سياسة من سبقوه ، فبايع لإبنه محمد الأمين فى شعبان سنة ١٧٣ه‍ ، وضم إليه الشام والعراق سنة ١٧٥ ه‍.
ثم بايع لعبدالله المأمون بالرَّقَّة ١٨٣ه‍ ، وولاه من حدَّ همذان إلى أخر المشرق .
ثم بايع للقاسم ابنه وسماه المؤتمن وولاه الجزيرة والثغور والعواصم.

وفاة الرشيد:
عندما كان الخليفة الرشيد بالكوفة رأى رؤية أفزعته وغمه ذالك ، فدخل عليه جبريل بن يختشوع ، فقال: مالك يا أمير المؤمنين ؟( فقال : رأيت كفّاً فيها تربة حمراء خرجت من تحت سريري ، وقائلاً يقول "هذه تربة هارون.)
فهون عليه جبريل وقال له هذه أضغاث أحلام ، فتناساها يا أمير المؤمنين.
وفى أثناء مسير الخليفة إلى خرسان عام ١٩٣ه‍ ، مرَّ بطُوس ومرض بها ، فتذكر رؤيته فأفزعه ذالك ، وأمر خادمه أن يأتيه بشئ من تربة هذه البلد ، فجاءه بتربة حمراء فى يده ، فقال : والله هذه الكف التى رأيت والتربه التى كانت فيها.
فما مرت عليه ثلاث ليال حتى توفى وذالك فى عام ١٩٣ه‍ ، ودفن بقرية تدعى ”سناباذ“ ، وصلى عليه ابنه صالح.
وكان عمره وقتها ٤٥سنه ، ودامت مدة حكمه ٢٣سنه و شهرين و ١٦ يوماً.

المصدر:
شوقى أبوخليل ، هارون الرشيد: أمير الخلفاء وأجل ملوك الدنيا ، دار الفكر ، ١٩٩٦.
حسن عبدالخالق بقا ، تاريخ الدولة العباسية.

#مريم_هاشم
#رواق

عن الكاتب

Ahmed Elkady

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

جميع الحقوق محفوظة

جريدة أثريون Atharyon