الملك سنفرو
✍️بقلم فدوي احمد
كاتبه وباحثة في فريق رواق لنشر الوعي الاثري
°سنفرو هو مؤسس الأسرة الرابعة والذي تزوج من ابنه الملك (حوني) اخر ملوك الأسرة الثالثه وهي (حتب حرس) والذي تم اكتشاف قبرها حديثا .
وهذا يدل علي أنها السبب في تولي سنفرو العرش بعد وفاه والدها نتيجه المصاهره حيث كانت هذه الأميرة تحمل في دمها حق ورثه عرش البلاد وبذلك اكتسب سنفرو مركزه الشرعي في البلاد .حيث كانت تقول حزب حرس عن نفسها أنها ابنه الملك حوني وزوجه القديمه مقبرتين على شكل هرمي في منطقه دهشور وتمثل اهرامه وملحقاتها مرحله جديدة من مراحل العماره المصريه .
°ومن هنا تعلم المصرين كيفيفه بناء الهرم تجربه فعليه ؟! وبنا اول هرم له على شكل هرم كامل منذ البدايه وبداه منهدسوه بزاويه ميل ٥٤،١٤ درجه ولكنهم بعد أن وصلوا الي بهذا الميل الي ما يزيد ارتفاعه عن تسعه وأربعين مترا أدركوا انهم لو واصلو البناء على أساسه فسوف يرتفع الي أكثر ما تحتمل إليه قاعدته وقد لاحظوا أن جدران الهرم بدأت تشقق بالفعل فعملوا علي تغير زاويه الميل الي ٥٣،٢١درجه واكملوا بناءه حتي بلغ ارتفاعه ١٠١،١٥ مترا وبذلك ظهر في صورته الاخيره علي شكل هرم كامل فوق هرم ناقص .وهذه كانت أولى تحارب المصرين نحو بناء الهرم الحقيقي .
°وكان لهم درسا في هندسه بناء الهرم دراسه عملية ولهذا اتجهوا إلى تشيد هرم اخر يقع في الشمال من هذا الهرم بمسافه تقدر بحوالى الكيلو مترين ، وبدأواه بزاويه ميل مناسبه بلغت ٤٣،٤٠ درجه وعندما اكمل بناؤه أصبح اول هرم كامل صحيح النسب حاد الزوايا وذو جوانب متسويه .
°وقدرت عدد الحجارة التي استخدمها سنفرو في بناء اهراماته بحوالي ٣،٨٤٢،٠٠٠ مكعبا من الحجر الجيري اما بالنسبه للملك خوفو ابن الملك سنفرو استخدم حجاره في بناء هرمه الاكبر بحوالي ٢،٥٠٠،٠٠٠ متر مكعبا .
ولم يتم لنا التأكيد في أي من الهرمين دفن الملك سنفرو ولكن من المرجح أنه دفن في الهرم الثاني خصوصا انهم أتموا جميع الاجزاء المنظمه له مثل معبد الحناوي الصغير ،ومعبد الوادي الكبير ،والطريق الصاعد الموصل بينها والسور المحيط بالهرم نفسه .
°وفي عهد الملك سنفرو تم اتساع نطاق تبادل التجاري بين مصر وفينيقيا وهذا ما يشير إليه حجر بالرمو .والدليل على ذلك أنه أرسل أسطولا تجاريا مكونا من أربعين سفينه عادت جميعها محمله باخشاب الارز وهذا الخشب تم استخدامه في بناء ستين سفينه ولكل سفينه سته عشر مجدافا .
واستغل سنفرو مناجم الفيروز والنحاس الموجوده بشبه جزيره سيناء وعمل على استتباب الأمن باعتبارها معبرا للقوافل التجاريه البريه بين مصر وفلسطين .وتم ارسال قوات عسكريه لتاديب بدو الصحراء والذين كانوا يعمدون للي تهديد بعثات الاستثمار وقوافل التجاره .
وحرص القادة العسكريون علي تسجيل اخبار انتصاراتهم فوق صخور سيناء .ونسبوها الي فرعون عصرهم وظلت ذكري سنفرو موجوده إلى أجيالا طويله في جزيرة سيناء واعتبره خلفاؤه من حماتها وضموه الي ألهتها مثل حتحور وبذلك لم نري سنفرو محبا للبناء فقط بل كان شخصا محبوبا من حوله عادلا بين رعيته وهذا الأمر الذي جعل المصريون يرفعونه الي مصاف الالهه بعد وفاته باكثر من ستمائة عاما واختار ملوك الأسرة الثانيه عشره منطقه دهشور ليشيدوا فيها اهراماتهم لتكون على مقربه من اهرامات الملك سنفرو تيمنا لقداسه منطقته .
°وفي عهد سنفرو استمر حكمه فتره تقرب من اربعه وعشرين عاما وكان أبنائه يتولون المناصب الهامه في البلاد سواء في العاصمه أو في الأقاليم والحقيقة أن عصر سنفرو قد نعمت البلاد بالهدوء والرخاء والإدارة المنظمه والموظفين المدربين .
وهذا كان حديثي عن هذا الملك العظيم سنفرو
المصدر : تاريخ مصر والشرق الادني القديم
د/ صفاء محمد على د/ فتحي عفيفي