{بسم الله الرحمن الرحيم}
متحف الأجنة المشوهة.
بقلم: نوال طارق باحثة في التاريخ وعضو لدي فريق رواق لنشر الوعي الأثري.
متحف الدكتور نجيب محفوظ للأجنة المشوهة.
الدكتور نجيب محفوظ عبد العزيز إبراهيم أحمد الباشا والمعروف بأسمه الأدبي "نجيب محفوظ" وهو روائي وكاتب مصري.
يعد أول مصري حائز علي جائزة نوبل في الأدب.
ويعد نجيب محفوظ أكثر أديب عربي نُقلت أعماله إلي السينما والتلفزيون.
متحف الأجنة المشوهة متحفاً لا يضاهيه متحفاً في العالم به 1300 عينة لحالات مرضية نادرة كانت ولا زالت موجودة.
يعد المتحف أكبر وأقدم متحف عينات أمراض النسا والتوليد في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا.
يحتوي المتحف على أجنة مشوهة وأعضاء بشرية لأطفال في علب زجاجية وأدوات طبية وكتب علمية ويقترب عمر المتحف من ال100 عام أنشأه الدكتور نجيب محفوظ.
يثير متحف نجيب محفوظ الدهشة والحزن فالمكان ليس فقط مغلقاً ولكنه سري أيضاً، حيث لا يعلم عنه إلا أطباء النساء والتوليد أو طلبة كلية القصر العيني في سنوات التخصص.
يشير رامي رياض استشاري النساء والتوليد إلي أن المتحف الطبي كان جزءاً من دراسته ولكنه لا يعلم عنه سوي انه متحف "النساء والتوليد" ولم تتيح له الفرصة لزيارته فهو محاط بالسرية أو ما يعرف ب((المعلوم المجهول))•
قسم المتحف إلي ثلاثة أقسام:-
القسم الأول: للولادة الطبيعية والمتعسرة وأمراض النساء الحوامل.
القسم الثاني: لتشريح الأعضاء الحوضية في حالتي الصحة والمرض.
القسم الثالث: خاص بالأجنة المشوهة ويشمل الأحوال الشاذة المعروفة حتي اليوم.
كل عينة معروضة في المتحف تحمل اسما موصيا، ما يضفي المكان حميمة يشعر بها كل من يزوره مثل: راصد الكواكب كأن اتجاه العين إلي أعلي مرتبط بوضع تأملي أو أن التشوه علامة علي قدرة أو هواية مراقبة النجوم.
هناك جنين ذو شفة أرنبية مزدوجة ويوجد "أحلي واحد" وهو طفل جميل مات مخنوقاً حيث ألتف الحبل السري حول رقبته أثناء عملية الولادة.
سرد نجيب محفظ في كتابه حياة طبيب: كان هدفي الأول فيما بذلت من جهد للألتحاق بمستشفى قصر العيني أن أحقق ما وطنت نفسي عليه من وقف عملى في الحياة على إنقاذ المتعسرات في الولادة فلما التحقت بالمستشفى تبين لي أن الخطوة الأولى لبلوغ الهدف هي أن أهيئ الأسباب لافتتاح قسم داخلي للولادة وأمراض النساء ليكون في ذلك مجال للمرانة في الولادات الطبيعية والعسرة ولكن إنشاء قسم داخلي يتوقف على أن تكون هناك عيادة خارجية ولم يكن لها في مستشفى قصر العيني وجود وكان للرئيس وقتئذ المستر (مادن) أستاذ الجراحة فضل كبير في إقناع ولاة الأمر في المستشفي بافتتاح فرع بالعيادة الخارجية يخصص لأمراض النساء ويوكل إلى القيام بالعمل فيه وما كدت أبدأ عملى حتى استبانت لى جسامة التعبة الملقاة على عاتقي وأنا في ذلك الحين شاب في العشرين من العمر وجعلت في العيادة الخارجية أطبق العلم على العمل، وأخذت على نفسي أن أشعر مريضاتي بأني معنى بهن.
هناك أيضاً حكمة مأثورة في كتاب "حياة طبيب" للدكتور نجيب محفوظ تقول: (( اذا لم تكن قد أعطيت الناس "نفسك" فأنت لم تعطيهم شيئاً))•