"أبو موسى الأشعري"
صاحب الكتاب :. عبد الحميد محمود
بقلم : حنان سمير محروز
"عن أبي موسي قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم " إن الأشعريين إذا أرملوا في الغزو (أي فني زادهم ) ، أو قلَّ طعامُ عيالهم بالمدينة ، جمعوا ما كان عندهم في ثوب واحد ، ثم اقتسموه بينهم بالسوية ، فهم مني وأنا منهم "
- قبل ما نتكلم عن الصحابى أبو موسي الأشعري عايزين نعرف من هم الأشعريون الذي ينسب اليهم أبو موسي الأشعري
" أصل الأشعريون "
- هم رجال من قبائل اليمن الكبيرة كانو يعيشون في مأرب ، هاجرو عندما تهدم سد مأرب الي السهول الساحلية علي البحر الأحمر ، يمتد نسب الأشعريون الى الأشعر بن أدد ، بن يشجب ، بن يعرب، ابن قحطان ، ولقب بالأشعر لكثرة شعر جسده ، ساهم الأشعريون في نشر الدين الإسلامي في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وبعده وأثني عليهم فنالوا مكانه عظيمة ورفيعة الي قيام الساعة
- اسمة : هو عبد الله بن قيس ، بن سُليم، بن حضار ، بن حرب ، ابن عامر ، وكنيته ابو موسى ، يمتد نسبه الى الأشعر بن أدد
" وصفة "
وكان رضي الله عنه رجلاً قصيراً ، أثطً ( أي خفيف شعر اللحية) ، ، خفيف اللحم
"إسلامه وهجرته إلى الحبشة "
كان أبو موسى يتردد على مكة المكرمة للعمل والكسب في أسواقها ، وفي ذالك الأثناء قابل أحد كبار رجالها ليتمتع بحمايته وجواره ، وهو أبو أحيحة سعيد بن العاص الأموي ، ويبدو أن ترددة على مكة هو سبب إسلامه ، فلابد أنه سمع بالنبي وتعرف عليه، ودخل في الإسلام ، وكان إسلامه في وقت مبكر من البعثة النبويه الشريفة فهو من السابقين في الإسلام بدليل هجرته إلى الحبشة مع المهاجرين
" الطريق الى المدينة المنورة "
استطاع أبو موسي الاشعري أن ينشر الإسلام بين قومه الأشعريين ، فأسلم عدد كبير منهم ، وعندما سمع عن هجرة رسول الله الي المدينة خرج مع من اسلم من قومه مع الرسول الله إلى المدينة المنورة لكي يساهم في بناء المجتمع الإسلامي الجديد حيث انهم رافقو رسول الله الي خيبر وافتتحوها
(دور أبو موسي أثناء حياة الرسول صلى الله عليه وسلم )
"جهاد أبو موسي مع رسول الله ": لزم أبو موسي النبي صلي اللهم علية وسلم وشهد معه جميع الغزوات والمشاهد بعد خيبر ولم يفارقة ، وشهد أبو موسى رضي الله عنه فتح مكة وخرج مع رسول الله الي حُنّين ، ولما انهزم المشركون أرسل رسول الله كتيبة بإمرة أبي عامر الأشعري عم أبو موسي إلي أوطاس وبصحبة أبو موسي الأشعري الذي ذكري كيفية استشهاد عمه أبي عامر في المعركة وفي هذة المعركة اثبتت كفائه أبو موسي في القتال وشجاعته وكانت هذة المعركة السبب في وصف الرسول لأبي موسي بسيد الفوارس
واختارة رسول الله أميراً على سرية في البحر بسبب خبرته في ركوب البحر فقد نشأ على ساحل البحر وركبه أكثر من مرة
ووقف هو وقومة مع رسول الله في غزوة تبوك رغم فقرهم وقله ذات يديهم ، وبعد غزوة تبوك بعثه النبي صلي الله عليه وسلم إلى اليمن داعياً ومعلماً لأن أبو موسي كان حاذقاً فطناً عالماً
(دور أبو موسي بعد وفاة الرسول صلى الله
عليه وسلم)
- في عهد أبي بكر : فقد أقره أبو بكر في ولايته في اليمن ، ولم تطل مدة أبو موسي في اليمن إذ فضل ميدان الجهاد في سبيل الله على منصب الولاية فقد ذهب الى الجهاد في بلاد الشام عندما أرسل أبو بكر يحث أهل الشام علي الجهاد في سبيل الله فله في فتح الشام والجهاد ف سبيل الله فضل كبير، كما افتتح نصيبين
-في عهد عمر : فقد بقي والياً علي البصرة بعد تعينه عليها طوال خلافة عمر حتي امتدت سنوات ولايتة اثنتي عشرة سنة تمكن في هذة السنوات من تكوين جيل من العلماء وقراء القرآن كانوا النواة للمدرسة الفكرية وكما نجح ف إدارة البصرة نجح أيضاً في قيادته العسكرية لجندها وحقق انتصارات كبيرة ، وفتوحات كثيرة ، وبفضل الله استطاع القضاء على أكثر قواد الدولة الفارسية دهاءً ومكراً وهو " الهرمزان" وقهره وأسرة بعد حصار طويل في قلعة تستر ، كما شارك أبو موسي في معركة القادسية ونهاوند
- في عهد عثمان رضي الله عنة : بقي أبو موسي علي ولاية البصرة في عهد عثمان ست سنوات وظل علي خطتة في العلم والجهاد
( عزل أبو موسي الاشعري عن ولاية البصرة ) : سنة تسعة وعشرين للهجرة عزل عثمان أبا موسي الاشعري عن ولاية البصرة واولاها لعبد الله بن عامر بن كريز وكان ابن خمس وعشرين سنة وأستقبل أبو موسي الاشعري قرار عزلة من الخليفة برضا تام واخبر أهل البصرة بية ، وأثني على واليهم الجديد ودعاهم إلى طاعته ، وجد أبو موسي أن الأنسب له و لوالي البصرة أن يتحول عن الإقامة في البصرة ، فودع تلاميذه وأصحابه وذهب إلى الكوفة فذهب الي هناك يتعلم ويعلم ويستفيد ، فقد أحبه أهل الكوفة والتف حوله طلاب العلم وبعد ذالك طالب أهل الكوفة من الخليفة عثمان رضي الله عنه بتعين أبو موسي والياً عليهم فوافق الخليفة علي ذالك
-في عهد الخليفة علي بن أبي طالب : فقد أقر أبو موسي على الكوفة وكان في ذالك الوقت الثائرين والحاقدين علي مقتل عثمان رضي الله عنه ، رأي أبو موسي أن ما حدث من إختلاف ونزاع بعد مقتل عثمان فتنة يجب علي المسلم أن يعتزلها حتي يسلم له دينه وبسبب موقفه هذا تعرض لضغط كبير من أنصار علي رضي الله عنه فظل متمسكًا برأيه مما أدي إلى عزله عن الكوفة وبعد ذالك ذهب الي مكه المكرمة وحدثت مأساه الجمل وبعد ذالك صفين بين علي ومعاوية رضي الله عنهما واتفقو علي التحكيم فختار أهل الشام ومعاوية عمرو بن العاص ممثلاً عنهم وأختار أهل العراق وعلي أبا موسي الأشعري ممثلاً عنهم في التحكيم فخلع أبو موسي علي وثبت عمرو معاوية على الحكم وهكذا انتهي التحكيم بتثبيت معاوية وعزل علي
-في عهد معاوية : بقي أبو موسي متمسكاً برأيه في الاعتزال وبعد أن قتل علي وبايع أهل العراق ولدة الحسن رضي الله عنه رأي الحسن أن يحقن دماء المسلمين ويصلح بينهم فتنازل لمعاوية عن الخلافة واجتمعت الأمه عليه وسمي العام بعام الجماعة ، وأنضم أبو موسي الى رأي الجماعه فبايع معاوية
"وفاته "
كان في سنة اربعة واربعين فقيل كان في ذي الحجة سنة اربعه واربعين علي الصحيح
(وفي الخاتمة نبرز فضائل أبو موسي الأشعري )
وأبرز فضائله وأعلاها الدعوات التي نلاها من رسول الله صلي الله عليه وسلم وتدل علي أن النبي كان راضياً كل الرضا على أبو موسي الأشعري ، يعد أبو موسي من كبار علماء الصحابة وفقهائها ومفتيهم وكان يتميز بالورع والحياء وعزة النفس والعلم والعبادة وكان تالياً لكتاب الله وكان أحد كبار حفاظ القرآن الكريم حيث تلاقه من رسول الله مباشرة وأثني علية رسول الله بسبب جمال صوته وحسن أدائه فقال له " يا ابا موسي لقد أوتيت مزماراً من مزامير آل داود " وكان كثير الملازمة لرسول الله وكان أبو موسي حريصا علي نشر العلم وتعليم الناس وأهتم أبو موسي بتعليم السنة وروايتها فروي عن رسول الله وكثير من الصحابة وكان رضي الله عنه شديد التمسك بسنة رسول الله ، فهذا هو أبو موسي الأشعري الصحابي ، المجاهد في سبيل الله ،المهاجر ، العابد ، الخاشع ، القاريء ، الستير ، المعلم ، الذي لم تغيرة المناصب والرتب فقد تولي أعلي المناصب ثم خرج بعد ذالك منها كما دخل نقياً تقياً براً كريماً رضي الله عنه وارضاه
————————————————————————
عبد الحميد محمود - أبو موسي الأشعري الصحابي العالم المجاهد - ١٣ : ١٠٧