جريدة أثريون Atharyon

أحمد القاضي شاب مصري مهتم بالتاريخ والاثار مدرب علي شرح التاريخ و المواقع الأثرية حاصل علي عديد من كورسات الارشاد السياحي ودورات اخري

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

العدالة في مصر القديمة

°العدالة في مصر القديمة°
بقلم ✍️ طارق المرصفي 

°فكرة شائعة أن العدالة كانت غائبة في مصر القديمة.
وأن أجدادنا كانوا ظلمة (جمع ظالم)
°فراعنة لا يعرفون العدل.
والشيء العجيب أن حضارة تستمر سبعة آلاف سنة.
تثمر لنا آدابا وأخلاقا وعلوما.
ودينا يعرف البشرية الصلاة والصوم والحج والزكاة، قبل الديانات السماوية 
إنها أكاذيب اليهود وادعاءاتهم.
لأن عقدتهم الأزلية هي الحضارة المصرية القديمة (سيجموند فروید موسى والتوحيد).
يقول الدكتور محمود السقا، أستاذ القانون في جامعة القاهرة، في كتابه «فلسفة وتاريخ القانون المصري القديم»:
«كان القانون في مصر القديمة عالميا في مراميه.
- عادلا في أحكامه.
- صافيا في مواده.
- دهشة للمؤرخين.
ذلك لأنه قام على دعامتين:
• العدل أساس الملك..
• العدالة الإجتماعية..
فالكل أمام القانون سواء.
جاء سولون اليوناني إلى مصر، اعتنق الأمونية -ليتمكن من دخول المكتبات التي في المعابد لدراسة القانون.
عاد إلى أثينا بالقانون المصري، وأسماه قانون سولون..
ثم جاءت روما وأخذت قانون سولون واسمته (قانون جوستنیان والألواح الاثني عشر).
ثم جاءت فرنسا وأخذت القانون من روما واسمته قانون نابليون!
ثم جاءت مصر، وأخذت القانون من فرنسا!
يقول الدكتور السقا: بضاعتنا وقد ردت إلينا!!!!
وكان القانون يحتم على الملك أن يكون في مقدمة صفوف الجيش إذاأعلن الحرب، حتى لا يعلنها إلا اضطرارا، عالما أنه قد يكون أول من يستشهد في الحرب..
نجد في حرب التحرير من الهكسوس، أن ملك الأسرة 17 «سقنن رع»
قد استشهد.
وتولى من بعده الملك كاموس الذي استشهد أيضا..
فتولى الملك أحمس من بعد كاموس، والذي تم على يديه التحرير..
وبعد ذلك نقول فراعنة!!
كان الجنود يشتكون؛ لأن القانون كان يحتم عليهم حمل أبناء الأسرى،
عند عودتهم من الحروب! 

أي عدالة وإنسانية أكثر من هذا ؟!

عالم المصريات والاس بادج يقول: نحن في حاجة إلى قرن أو اثنين من الزمان: حتى تصل إلى هذا المستوى الرفيع من الحضارة الإنسانية! ويقول كارين شوبارت عمدة برلين الحالي: كيف كان شكل العالم اليوم سيكون لو لم تكن الحضارة المصرية القديمة! كان المصري القديم يعرف أنه سيحاكم أمام محكمة العدل الإلهية بعد الموت... 
وسوف يتلو على القضاة (42 قاضيا) اعترافا إنكاريا ينكر فيه كل الذنوب والخطايا التي نهى عنها الله، منها:
 
• لم ألوث مياه النيل. 
• لـم أكـذب أو أسـرق أو أزن.
• لم أكن سببا في دموع إنسان.
• لم أكن سببا في شقاء حيوان.
• لم أعذب نباتا بأن نسيت أن أسقيه ماء!... إلخ

تشكلت محكمة من خمسة عشر قاضيا لمحاكمة أميرين في الأسرة المالكة في عهد رمسيس الثالث...
وحكمت المحكمة بإعدامهما بتهمة الخيانة...
ولمـا اكتشفت المحكمة أن قاضييـن كـانـا متواطئيـن مـع القصر، حكمـت بإعدامهما....
 فانتحـر القاضيـان قبـل تنفيذ الحكم !!!!!

هـل هناك عدالة أكثر من هذا ؟!

كانت ساعت هي ربة العدالة...
وكانت ريشـة النعامة هي رمز العدالة... لتساوي الشعـر على جانبي الريشة وهذه هي العدالة أي المساواة....
جدير بالذكر أن ميزان العدالة في مصر القديمة، هو الذي يتصدرقاعات المحاكم في كل أنحاء الدنيا... كذلك كانت ريشة العدالة على رؤوس الملوك والأمراء والقضاة في إنجلترا، لذا نقول في مصر:

على رأسه ريشة !!!!

أي إنه واحد من العظماء أول قانون دولي عرفه العالم.. تحوت.. مصر وأول قانون لحقوق الإنسان حورمحب.. مصر وأول من أعطى المريض حق شكوى الطبيب.. مصر
وأول مساواة بين الرجل والمرأة .. مصر 
أعطى القانون المصري حق الخلع للمرأة المصرية، إذا صدر من زوجها قسوة باليد أو اللسان، وكان هناك بند في وثيقة الزواج يقول على لسان الزوجة: «إذا هجرتك كزوج، أرد لك مهرك ونصف ما جمعناه في حياتنا الزوجية ..

كان القانون يعطي الابنة الصغرى الحق في تقسيم الميراث بين إخوتها الكبار... أما في الأسرة المالكة، فكان الولد يحكم والبنت تملك. ولدت الحضارة النهرية قيما أخلاقية رائعة كالتعاون والحب والعطاء

- أنا وأنت حتى نزرع...
- أنا وأنت حتى نحصد...
- أنا وأنت حتى نصد خطر الفيضان...

أبانوب فلاح فصيح .. وأحد التجار من وادي النطرون، خرج عليه اللصوص وسرقوا بضاعته...
أشتكي لمحافظ الإقليم، وكان اسمه: رنسي ابن ميرو...
كانت الرسالة بليغة.. فصيحة.. رائعة...
أطلع المحافظ الملك على رسالة أبانوب...
قال الملك: «اقبض على اللصوص وراع أسرته دون أن يعرف؛ حتى يكتب لنا المزيد من هذه الرسائل الجميلة!».

كتب أبانوب تسع رسائل.. كانت الرسالتان الأولى والثانية مديحا في المحافظ، وأن ماعت أعطته
الميزان... وأنه رمانة الميزان.. إلخ.

ولما لم يرد المحافظ لأبانوب بضاعته، بدأ يهاجمه من الرسالة الثالثة: اعدل فما أنت بعادل..
 أسرع في رد بضاعتي
 لماذا أنت بطيء؟
 هل عينك الملك محافظا على إقليم وادي النطرون: حتى تكون معينا وأخيـرا أعلـن أبـانـوب فـي الرسالة التاسعـة أنـه سـوف يـغـادر وادي النطرون لأن ماعت ربة العدالة غادرت الإقليم! أعلـن المحافظ لأبانوب أنه تعمد عـن قصد عدم الرد على رسائله؛ حتـى يكتب أكثر وأكثر  بنـاء على توجيهات الملك...
 ورد له بضاعته وقدم اللصوص للمحاكمة!
المصدر كتاب المسكوت عنه في التاريخ للدكتور وسيم السيسي

عن الكاتب

Ahmed Elkady

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

جميع الحقوق محفوظة

جريدة أثريون Atharyon