الدوله الاسلاميه فى المدينة المنورة
✍️ ايمان الانصارى ( كاتبه وباحثه فى التاريخ الاسلامي و عضو فى فريق رواق لنشر الثقافة الاثريه )
_ قامت الدوله الاسلاميه فى عهد الرسول صلى الله عليه وسلم والخلفاء الراشدين ، وشهدت ازدهاراً عظيماً وتطورات متتاليه فى لما قاموا بها من أعمال معماريه واقتصادية وتجاريه وغيرها ، فكانت من أعظم الدول مقارنهً بغيرها من الدول ، وشهدت المدينه المنوره ازدهاراً معمارياً وإيخاءً بين قبائلها فى عهد الرسول صلى الله عليه وسلم ، نستعرضه فى موضوعنا هذا .
_ اعمال الرسول صلى الله عليه وسلم فى المدينه المنوره.
اولاً : بناء مسجد المدينة
_ حرص الرسول صلى الله عليه وسلم على بناء مسجداً فى المدينه ليقيم المسلمين صلواتهم وليقربهم من رب العالمين ، ولم تكن فكره البناء لهذا الهدف فقط ، فكان حِرص الرسول صلى الله عليه وسلم أن يكون مكان لتشاور المسلمين فيما بينهم ، وفيما يهمهم ، ويتخذون فيه قراراتهم ، ويتناقشون فى أمور دينهم ، فكان بمثابه مقراً للحكومه المدنيه فى ذلك الوقت ، حيث كانوا يستقبلون فيه وفود القبائل وسفراء الملوك و الامراء .
_ اشترى النبى صلى الله عليه وسلم ارض الأساس من غلام اناخت راحله الرسول صلى الله عليه عنده ، عرضها الغلام كهديه للرسول صلى الله عليه وسلم ولكن رفض الرسول أن يقبلها كهديه منه .
_ عمل الرسول صلى الله عليه وسلم بنفسه فى بناء المسجد ، فكان ينقل الطين والحجاره بنفسه ، واتخذه المسلمون فيما بعد قدوه لهم فى البناء .
_ بلغ طول المسجد حوالى 100 ذراع وعرضه 10 اذرع ، وقامت أعمدته من جذوع النخيل ، وسقفه من جريد النخيل ، وتم فرشه بالحصى والرمال .
ثانياً : المؤاخاه .
_ جائت الخطوه الثانيه من أعمال الرسول صلى الله عليه فى المدينه هى صله الامه بعضها ببعض ، وتتمثل فى الموده والمؤاخاه بين المهاجرين والأنصار ، حرص الرسول صلى الله عليه وسلم على إحلال رابطه الإخاء محل رابطه العصبيه القبليه ، وتمكن الرسول فى الإخاء بين العرب والموالى فمثلا : آخى بين حمزه بن عبدالمطلب ويذيد بن حارثه ، وأيضاً بين ابى الدرداء وسلمان الفارسي .
_ ومن بعدها تسابق الأنصار فى الإخاء بين المهاجرين ، فكان من الأنصار السماحه ومن المهاجرين التعفف وعزه النفس ، تكمن الرسول صلى الله عليه من الإخاء ب 90 رجل نصفهم من المهاجرين و نصفهم من الأنصار مثلما قال ابن القيم وكانوا يتوارثون بعد الموت دون ذوى الأرحام ، الى حين موقعه بدر الكبرى عام (٢ من الهجره ) ، فلما نزل قول الله تعالى فى سوره الانفال :( وَ أُولُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِى كِتَابِ اللّهِ ) تم رد التوارث الى اولى الرحم دون عقد الاخوه .
ثالثاً : المعاهدات بين المسلمين واليهود .
حرص الرسول أيضاً إلى اقامه علاقات وديه مع الأجانب اللذين لا يدينون بدينهم ، فإن الرسول صلى الله عليه وسلم طيب خاطر وجودهم وعقد معهم معاهده اقرهم على دينهم واموالهم حيث ورد فيها :
1_ ان لليهود دينهم والمسلمين دينهم
2_ ان لليهود نفقتهم و للمسلمين نفقتهم
3_ حق المواطنه للجميع فى المدينه مسلمين ويهود ، وحق ممارسه الشعائر الدينية
4_ عدم إجازه قريش أو من يتحالف معهم ضد أهل المدينة
5_ الاستئذان من الرسول عند الدخول او الخروج من المدينة
6_ احتكام المسلمين واليهود الى كتاب الله وسنة الرسول .
كان أساس تلك المعاهدة هو الاخوه فى السلم ، والدفاع عن المدينه وقت الحرب ، والتعاون بين المسلمين واليهود اذا نزلت شده بأحدهم أو كليهما ، ولكن لم يلتزم اليهود بتلك المعاهده ، الأمر الذى اضطر الرسول الى محاربتهم واخراجهم من المدينه .
توالت انجازات الرسول صلى الله عليه وسلم ومن بعده خلفائه الراشدين فى القيام بالدوله الاسلاميه العظيمه ، انجازات معماريه واقتصادية وسياسية واجتماعية ، فهم خير من بنوا وخير من نشروا وخير من قاموا ونهضوا ، وخير البشر اجمعين .
المصدر :
تاريخ العصر النبوى والخلفاء الراشدين ( د/ سمر حامد)
#رواق
اللهم بارك عاش بجد
ردحذف