حصارة حلوان |
بقلم/ سارة محمد
حضارة حلوان العمري وسبب تسميتها بهذا الإسم.
تعرف هذه الحضارة بحضارة العمري وتقع قرية حلوان العمري عند قاعدة بروز صخري في حافة الهضبة يسمي رأس الحوف على بعد 3 كيلو متر شمال ضاحية حلوان وعند نهاية سكة حديد المحاجر وتقع إلى الشرق من النيل بحوالي 7 كيلو متر ونصف ويرتفع مستواها عن مستوى السيول وتؤرخ هذه الحضارة بحوالي 5000 قبل الميلاد ويضعها "حزين" ضمن حضارات العصر الحجري الحديث المبكر وهذه الحضارة إتخذت هذا الإسم نسبة إلى مكتشفها أو على الأقل من دل عليها وهو "أمين العمري" وكان ذلك في عام 1923م.
يتكون موقع حضارة حلوان العمري من جبانتين وقرية وكانت مساكن القرية ذات نوعين:
النوع الأول: منازل تعتمد على أعمدة خشبية في شكل بيضاوي ومبنية على سطح الأرض.
أما النوع الآخر: له أساس محفور في الأرض أتخذت مبانيه الشكل الدائري
ولم يتبق من النوع الأول غير آثار البناء المحفور في الأرض وكانت أعماقها على مستويات مختلفة وكسيت جدران المنازل بالحصير الذي كان يتم تثبيته بطبقة من الصلصال وكانت المنازل مبنية من فروع الأشجار والحصير والطين وتركت في سقف المنزل فتحة صغيرة لخروج الدخان وقد عثر على بعض الحفر التي أستخدمت كمواقد وجدت بالقرب من المنزل أو بجواره وعثر على كثير من البقايا الفخارية والرحى والإبر العظمية والقلائد وغيرها كما وجدت بعض المقابر وكانت المقبرة على هيئة حفرة دفن فيها الميت كالقرفصاء.
تم العثور في موقع حضارة حلوان العمري على العديد من المصنوعات الحجرية وأشهرها المعول الذي صنع من الحجر الجيري الصواني وأستخدم المعول في حفر أساسات المنازل وبالإضافة إلي المعول فقد تم صنع العديد من الأدوات الحجرية الأخرى مثل المناجل ورؤوس السهام والبلط والرحى والمناشير التي صنعت من الصوان.
أما الصناعات الفخارية فكانت من اللون الأحمر أو اللون الأسود وإستطاع "ديبونو" أن يميز من فخارهم حوالي 17 نوعاً ويشبه فخار العمري إلى حد كبير فخار مرمدة بني سلامة ولونه أسود خالي من الزينة ومصنوع باليد ومحروق بدون عناية وتمكن أهل حضارة حلوان العمري من صناعة المخارز والمثاقب من العظام وشصوصاً من قرون الحيوانات كما عرفوا النسيج وأستخدموا الجلد وبالرغم من وجود تشابه في حضارة حلوان العمري مع حضارة مرمدة بني سلامة إلا أنها تبين تطوراً ملحوظاً على نطاق أوسع نسبياً.
صنع الإنسان في حضارة حلوان العمري العديد من أدوات الزينة فصنع العقود والقلائد من محار اللؤلؤ المجلوبة من ساحل البحر الأحمر بعد ثقبها أو نحتها وكذلك من قشور بيض النعام ومن فقارات السمك ومن الأصداف ومن أحجار مختلفة.
تم العثور ضمن مخلفات حضارة حلوان العمري على بقايا عظام لحيوانات مختلفة ربوا بعضها مثل: الماعز وقنصوا البعض الآخر مثل: الخنزير البري والظباء والنعام كما عرفوا صيد الأسماك بالإضافة إلى التمساح وفرس النهر وكانت الزراعة لديهم أقل أهمية حيث زرعوا القمح والشعير وكان لحضارة العمري صلات تجارية مع حضارة الفيوم "أ" وحضارة مرمدة بني سلامة.
كانت مقابر مجتمع حلوان العمري توجد في القرية نفسها أو على مقربة منها أو بعيداً عنها وقد تم دفن الموتى على الجانب الأيسر والوجه نحو الغرب والرأس نحو الجنوب وغطى الجسد بالحصير أو القماش أو الجلد وقد نظمت بعض المقابر في صفوف منتظمة كما غطى بعضها بواسطة كوم من الحجر.
توضح أيضاً بعض الأدلة الأثرية التي كشف عنها في مقابر حلوان العمري عن وجود نوع من التنظيم السياسي في هذا المجتمع المبكر حيث عثر على جثة متوفي وبجوار يده صولجان يرمز للرئاسة يبلغ طوله 35 سم ويعبر ذلك عن حقيقة وجود رئيس وبالتالي مرؤوسين أو حاكم ومحكومين ومما قد يؤيد هذا الإتجاه وجود مقابر كبيرة الحجم وأخرى صغيرة.