"بناء بيت المقدس ، ووفاه داود عليه السلام"
بقلم : أميره عبدالله
° أصاب الناس في زمان داود طاعون جارف فخرج بيهم إلي موضع بيت المقدس وكان داود يري الملائكة تعرج منه إلي السماء فلهذا قصده ليدعو فيه فلما وقف موضع الصخره دعا الله تعالي في كشف الطاعون عنهم فأستجاب الله له ورفع الطاعون فأتخذوا ذلك الموضع مسجدا وكان الشروع في بنائه لإحدي عشره سنه مضت من ملكه وتوفي داود قبل أن يتم بناءه وأوصي إلي سليمان بإتمامه .
° فلما توفي داود ودفنه سليمان تقدم بإنفاذ أمره فقتل القائد واستتم بناء المسجد بناه بالرخام وزخرفه بالذهب ورصعه بالجواهر وقوي على ذلك جميعه بالجن والشياطين فلما فرغ اتخذ ذلك اليوم عيدا عظيما وقرب قربانا فتقبله الله منه كان ابتداؤه أولا ببناء المدينة فلما فرغ منها أبتدأ بعماره المسجد وقد أكثر الناس في صفه البناء مما يستعبد ولا حاجه إلي ذكره .
°وقيل : أن سليمان هو الذي إبتداء بعماره المسجد ، وكان داود أراد أن يبنيه فأوحي الله إليه : إن هذا بيت مقدس وإنك قد صبغت يدك في الدماء فلست ببانيه ولكن إبنك سليمان يبنيه لسلامته من الدماء
° ثم أن داود توفي وكان له جاريه تغلق الأبواب كل ليله وتأتيه بالمفاتيح ويقوم إلي عبادته ، فأغلقتها ليله فرأت في الدار رجلا فقالت : من أدخلك الدار ؟ فقال : أنا الذي أدخل على الملوك بغير إذن ، فسمع داود قوله فقال : أنت ملك الموت ؟ قال نعم ، قال : فهلا أرسلت إلي لاستعد للموت ؟ قال : قد أرسلت إليك كثيرا ، قال : من كان رسولك ؟ قال : ماتو ، قال : فهم كانو رسلي إليك لأنك تموت كما ماتو ! ثم قبضه فلما مات ورث سليمان ملكه وعلمه ونبوته وكان له تسعه عشرا ولدا فورثه سليمان دونهم وكان عمر داود لما توفي مائة وكانت مده ملكه أربعين سنه ( ١ / ٢٢٩ )
إسم الكتاب : الكامل في تاريخ ابن الاثير
إسم المؤلف : عز الدين أبو الحسن